بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار العمل في برامج مهمة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للتراث الوطني، وتعزيز الوعي بقيمته، وتطوير الثقافة المتحفية، ,وتعمل على تنفيذ عدد من المهام والبرامج الهادفة إلى تطوير المتاحف بكافة أنواعها، سواءً من حيث تطوير المباني أو العروض المتحفية، والتعريف بتلك المتاحف من خلال أنشطتها الثقافية المختلفة ، ومما سيسهم بتعزيز الحركة السياحية بالمملكة . وتسعى الهيئة إلى تحديث قطاع الآثار والمتاحف بالاعتماد على ربطه بالأنشطة السياحية، وتطوير الأوعية التي يقدم فيها، والموارد البشرية التي تعمل فيه، وتركز بشكل أساس على تطوير أداء قطاع الآثار والمتاحف في مجالات الحماية والمحافظة، والبحث العلمي، وعرض مواقع التراث الثقافي وإدارتها.كما بدأت الهيئة العمل على إنشاء خمسة متاحف إقليمية في كل من أبها، والباحة، وحائل، وتبوك، والدمام، وتم الانتهاء من الدراسات والتصاميم الخاصة بهذه المتاحف وترسيتها على مجموعة من المؤسسات الوطنية للتنفيذ. وستكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على تراث المنطقة لإظهار الزخم الحضاري والمعماري المتميز, ويتكون العرض المتحفي لكل متحف من ثماني قاعات: الأولى للاستقبال، والثانية تتحدث عن المنطقة وتاريخها الطبيعي، والثالثة عن عصور ما قبل التاريخ وفجره بالمنطقة، أما الرابعة فتتحدث عن عصور ما قبل الإسلام، والقاعة الخامسة للمنطقة خلال الفترة الإسلامية، والسادسة عن العهد الحديث والتاريخ السعودي، أما القاعة السابعة فتم تخصيصها لعرض التراث الشعبي، والقاعة الثامنة للعروض الزائرة والمؤقتة. وبجانب إنشاء متاحف جديدة، تعمل الهيئة على تطوير المتاحف القائمة، حيث توجد في المملكة ستة متاحف في كل من العلا، وتيماء، ودومة الجندل، ونجران، وصبيا، والهفوف، وهي متشابهة في أحجامها وتصاميمها، وتم إنشاؤها في بداية الثمانينات الميلادية، وقد أصبحت بحالتها الراهنة بحاجة إلى توسعة وتطوير وإحداث إضافات توفر حيزاً للبرامج الجديدة وتجعل المتاحف أكثر نشاطاً وارتباطاً بالعملية التعليمية. أما المباني التراثية في المحافظات والتي تعد عناصر بارزة للتراث العمراني في مواقعها، فإن الهيئة تسعى لتحويلها إلى متاحف للمحافظات والاستفادة منها من خلال إعادة تأهيلها وتوظيفها كمتاحف ومراكز حضارية وثقافية متعددة الاستخدام. مشاريع المتاحف وتتضمن مشاريع المتاحف الجاري تنفيذها في إطار هذا البرنامج وتحظى باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة، ، متحف الغاط بقصر الإمارة القديم، ومتحف الدوادمي بقصر الملك عبدالعزيز، ومتحف وادي الدواسر بقصر الملك عبدالعزيز، ومتحف ضبا بقلعة الملك عبدالعزيز، ومتحف الوجه بقلعة السوق، ومتحف طريق الحج الشامي بقلعة الحجر، ومتحف عنيزة ببيت البسام، ومتحف شقراء ببيت السبيعي، ومتحف المجمعة.كما تشمل متحف محافظة القريات بقصر كاف، ومتحف الزلفي ببيت التراث، ومتحف قصر إبراهيم بالهفوف، ومتحف المدرسة الأميرية بالهفوف، ومتحف بيت البيعة بالهفوف (بيت الملا).وتسعى الهيئة إلى إنشاء متحفين متخصصين, أحدهما متحف للتراث الإسلامي في جدة يقام في قصر خزام، ودار القرآن الكريم في المدينةالمنورة بالتعاون مع هيئة الأوقاف وإمارة منطقة المدينةالمنورة، وسيتم إنشاؤه وفق أعلى المعايير العالمية. وتقوم الهيئة حالياً بتطوير متحف مكةالمكرمة بقصر الزاهر، ومتحف المدينةالمنورة بمحطة سكة الحديد"، كما تعمل على إعداد الدراسات لإنشاء متحف في منطقة القصيم، وآخر في منطقة الحدود الشمالية. كما تقوم الهيئة بتقييم المتاحف الخاصة التي يملكها الأفراد والترخيص لها مؤقتاً لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، كما تقدم الهيئة بعض الخدمات لهذه المتاحف في الوقت الحاضر، تشمل التعريف بها وتقديم الدعم الفني المتعلق بالعروض المتحفية، وترميم القطع الأثرية المصنفة كتراث وطني. وتحرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن يكون مستوى المتاحف الخاصة عالياً، ويتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة إلى تطوير تلك المتاحف من حيث أساليب العروض المتحفية، وخزائن العرض ومناسبتها لطبيعة المواد المعروضة والمطبوعات التي تناسب الزوار بمختلف مستوياتهم العمرية والثقافية. وفي إطار الاهتمام بالمتاحف الخاصة، سيتم عقد ملتقى لأصحاب المتاحف الخاصة خلال شهر جمادى الآخرة القادم في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض، وهو اللقاء الذي ستقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بعقده كل عامين، ويهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة، والتعرف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه المتاحف الخاصة، وإثراء تجارب أصحاب المتاحف الخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على القطع الأثرية والتراثية وأساليب عرضها المثلى، إضافة إلى التعرف على متطلبات أصحاب المتاحف الخاصة، وبحث أفضل السبل للاستفادة من متاحفهم في بث الوعي بأهمية. ويبلغ عدد المتاحف الخاصة والمجموعات في المملكة ما يقارب (200) متحف ومجموعة، وتم الترخيص ل(64) متحفاً تقريباً، وهي المتاحف التي تنطبق عليها الشروط المبدئية التي حددتها الهيئة. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ استلامها قطاع الآثار والمتاحف ، على تطوير الثقافة المتحفية، وهناك برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تتعاون الهيئة في تنفيذه مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ ثقافة السياحة لدى النشء، وتتضمن أنشطته زيارة الطلبة للمتاحف والاستماع إلى شرح من المسئولين فيها عن أهمية المتاحف ودورها الثقافي والتعليمي.