أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط في خطبة الجمعة أمس، أن طموح المرء لبلوغ الدرجات العلى وابتغاءه الفضائل وسعيه إلى اكتساب المحامد وتطلعه إلى الأفضل والأكمل دليل واضح وآية بينة على طيب جوهره وكرم معدنه واستحقاقه الظفر بكل خير، يرتفع بمقامه عن منازل ساقطي الهمة القاعدين عن طلب الخيرات والمرتضين لأنفسهم العيش على هامش الحياة. وقال إنه على العكس من ذلك أن يعمد أناس إلى التطلع إلى ما لا يصلح أن يطمح إليه العاقل، ولا يجوز أن تصبو إليه نفسه أو يمتد إليه بصره أو تنصرف إليه همته من اجتراح السيئات، واقتراف الخطايا، واستباحة المحرمات التي حرمها الله ورسوله، وحذر من غشيانها، وتوعد على انتهاكها بأليم العقاب، ومن ذلك أن يتطلع المرء إلى ما في يدي غيره مما حباه به ربه من فيض النعم، ووافر الخيرات، فيتمنى زوالها عنه وتحولها إليه. وأكد الشيخ خياط أنه لا يصح أن يكون الطموح إلى الرفعة باعثا على التحاسد والتباغض والتدابر الذي تنقطع به الوشائج وتنفصم به العرى بين أبناء المجتمع المسلم ولذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا". وبين أن الخير الذي يسوق إليه طموح المسلم إلى الرفعة لا يصح أن يتخذ طريقا إلى المحظور كأن يكون سببا ووسيلة للإعجاب بالنفس والنظر إليها بعين الرضا واعتقاد الكمال وإلى النظر إلى غيرها بعين التنقص و الازدراء والتحقير، أو أن يكون سببا إلى الفخر على الناس أو البغي عليهم. ودعا المسلمين إلى العمل على أن يكون الطموح إلى الرفعة باعثا على التنافس في استباق الخيرات والتجافي عن السيئات وطريقا إلى الارتقاء بالمجتمع والنهضة بالأمة ودليلا بينا على بلوغ الحياة الطيبة الناشئة في رحاب الإيمان المهتدية بهدي القرآن الناعمة برضوان الرحمن ونزول رفيع الجنان. وفي المدينةالمنورة أوضح أمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس، أن الله خلق الخلق ليعبدوه ونصب لهم الأدلة على عظمته ليخافوه ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه ليكون ذلك قامعا للنفوس عن غيها وفسادها وباعثا لها إلى فلاحها ورشادها. وأوصى المسلمين بأن يحذروا ما حذرهم وأن يرهبوا ما أرهبهم من النار التي ذكر في كتابه وصفها، وجاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نعتها بأنها دار اشتد غيظها وزفيرها وتفاقمت فظاعتها وحمي سعيرها سوداء مظلمة دهماء محرقة لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر لا ينطفئ لهبها ولا يخمد جمرها، دار خص أهلها بالبعاد وحرموا لذة المنى والإسعاد جهنم يصلونها فبئس المهاد وأبان أن الجنة أقرب إلى الشخص من شِراك نعله والنار كذلك. وأن النار التي يوقدها الشخص جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم موضحاً أن ما يجده الشخص من حر الصيف وهجير القيظ نفس من أنفاس جهنم يُذكره الله بها، وأن قعر جهنم وعمقها هو 70 خريفا.