أبرزت أحداث ملحمة "الجرهاء .. المدينة المفقودة"، التي عُرضت مساء أول من أمس، أمام رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية السياحية في الأحساء مدير جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور يوسف الجندان، في افتتاح فعاليات مهرجان "سوق هجر الثقافي3"، مجموعة من الجوانب التاريخية للأحساء قبل أكثر من 2800 عام، التي تؤكد أنها حاضنة إرث حضارة "بابل"، المتمثلة في حضارة "الجرهاء" التي كانت من أعظم حضارات العالم القديم، وتبوأت مركز الصدارة بفضل موقعها المتميز في الإشراف على طرق التجارة البرية والبحرية في الجزيرة العربية ووادي الرافدين. وانطلق المهرجان الذي تنظمه غرفة الأحساء بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية في الأحساء لمدة 10 أيام متوالية، بالتزامن مع إجازة "الربيع" في قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت وسط مدينة الهفوف التاريخية. وسجلت أحداث الملحمة، التي كتبها المسرحي الدكتور سامي الجمعان، وأخرجها خالد الخميس، واستغرقت 75 دقيقة متواصلة، بحس فني المكانة الاقتصادية والتجارية ل "الجرهاء"، التي تتخذ من الأحساء موقعاً جغرافياً لها، إذ كانت سوقاً تجارياً عالمياً ضخماً يعج بمختلف السلع الصادرة والواردة من التمور والعطور والبخور والعقاقير الطبية والحديد والنحاس والأخشاب بجانب الأنشطة الزراعية المختلفة. وهدفت مشاهد الملحمة، إلى تحديد الموقع الجغرافي ل "الجرهاء"، وركزت تلك المشاهد على أنها جزء من شعب كنعاني، ارتحل من شرق شبه الجزيرة ليكون حضارة بابل العريقة، بجانب التأكيد على أن جد "الجرهائيين"، هو الملك البابلي حمورابي، الذي امتدت فترة حكمه 43عاما، خلال الفترة من 1792-1750 قبل الميلاد. وكان رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان رئيس اللجنة السياحية بغرفة الأحساء عبداللطيف العفالق، أشار خلال كلمته في حفل افتتاح المهرجان أن السوق جزء من جذور الحضارة التي تختزنها هذه البلاد، مؤكداً أن مهرجان العام الحالي، هو طموح البداية باعتباره نسخة غير مكررة مستفيدين من تجارب سابقة، مضيفاًَ ل "الوطن" أن جميع المعلومات التي سيتم طرحها في فعاليات المهرجان موثقة ومؤكدة ومن أمهات ومصادر الكتب المتخصصة، ويعمل في مهرجان سوق هجر الثقافي نحو 180 متطوعا ومتطوعة، كما تم تدعيم مواقع المهرجان بمترجمين يتحدثون اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى ترجمة الكثير من المعلومات إلى اللغة الإنجليزية بما يضمن وصول المعلومة إلى كافة شرائح وجنسيات الزوار. بدوره، نفى أمين عام غرفة الأحساء عبدالله النشوان ل "الوطن" إمكانية تنفيذ المهرجان في عدة مواقع تراثية في نسخته الحالية بسبب ضيق وقت التجهيزات، وكذلك ارتفاع التكلفة التشغيلية للمهرجان في أكثر من موقع، كما استبعدت اللجنة تنفيذ المهرجان في قصر صاهود الأثري في المبرز، لعدة أسباب وهي عدم جاهزيته وقلة مواقف السيارات، ولا يوجد فيه أكثر من بوابة واحدة، واحترازياً يكون عائقا في توفير الأمن والسلامة داخل القصر.