تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدة إضافية تبلغ 60 مليون دولار للمعارضة السورية إضافة إلى مساعدات مباشرة للمرة الأولى لكن دون الوصول إلى مرحلة تقديم الأسلحة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في روما أمس إن بلاده ستخصص مساعدات لا تشمل أسلحة قاتلة بقيمة 60 مليون دولار لمعارضي نظام بشار الأسد. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع مسؤولين أجانب ومع المعارضة السورية في روما "ستكون هناك مساعدة مباشرة" لعناصر الجيش السوري الحر في شكل "مساعدات طبية وغذائية". وذكر كيري "نحن مع حل سياسي"، مؤكدا أنه "على كل السوريين أن يعرفوا أنه يمكن أن يكون لهم مستقبل". وأضاف أن "ائتلاف المعارضة يمكن أن ينجح في تحقيق انتقال سلمي". وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد شارك في الاجتماع بالعاصمة الإيطالية. وقبل إعلان كيري، وعد وزراء خارجية 11 دولة شاركت في المؤتمر وبينها الولاياتالمتحدة والأوروبيون، بتقديم "المزيد من المساعدات السياسية والمادية" إلى المعارضة السورية. وقال الوزراء في بيان بعد اجتماعهم ولقائهم المعارضة السورية إنهم "وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي إلى الائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري وبتقديم مزيد من الدعم الملموس إلى الداخل السوري". وأكدوا "ضرورة تغيير موازين القوى على الأرض"، معبرين عن "أسفهم لشحن الأسلحة المتواصل إلى النظام من قبل دول أخرى"، في إشارة إلى روسيا التي ما زالت تسلم دمشق أسلحة وذخائر. من جهته، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب المؤتمر إلى "إلزام" النظام السوري ب"إيجاد ممرات إغاثية آمنة" لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من تداعيات الحرب المدمرة القائمة منذ سنتين. وقال الخطيب في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع كيري إنه طرح أمام وزراء الخارجية المجتمعين في روما سلسلة مطالب أبرزها العمل على "إلزام النظام بإيجاد ممرات إغاثية آمنة تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الأممالمتحدة لحماية المدنيين". وأشار إلى أن هذه الممرات ضرورية خصوصا "إلى مدينة حمص المحاصرة منذ حوالي 250 يوما، ومدينة داريا التي هي مهد الثورة في سورية، وهي تحت الحصار والقصف المتوحش منذ 100 يوم". كما طالب "بإعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم". وقال "هناك قرار دولي أو إشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية"، مضيفا "إذا كنتم تريدون هكذا، أوقفوا إمداد النظام بأسلحة نوعية لا تزال تأتيه حتى اليوم تحت اسم صفقات قديمة"، في إشارة إلى السلاح الروسي الذي يصل إلى النظام. وجدد الخطيب التوجه إلى بشار الأسد "من هذا المنبر وربما للمرة الأخيرة"، داعيا إياه إلى الحوار. وقال "يا بشار الأسد، تصرف ولو مرة واحدة كإنسان. كفى هذا الشعب قتلا ومذابح .. اتخذ قرارا واحدا عاقلا في حياتك من أجل مستقبل هذا البلد". وكان كيري التقى للمرة الأولى الخطيب في روما قبل اجتماع "أصدقاء الشعب السوري". وقال صحافيون يرافقون الوزير الأميركي إن كيري والخطيب أجريا محادثات استمرت حوالي ساعة في أحد فنادق العاصمة الإيطالية. وحضر الاجتماع ممثلون عن المعارضة السورية و11 دولة. ووصل كيري ووزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون ونظيره البريطاني وليام هيغ وسفير فرنسا في سورية إيريك شوفالييه، إلى روما لحضور الاجتماع. وفي موسكو، تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن "تمايز" في المواقف من الملف السوري الذي سيبحثه الرجلان في لقاء أمس. وعبر عن أمله في التوصل إلى "حل سياسي" سريع لوضع حد للنزاع. وقال "أعتقد أننا سنتمكن خلال الأسابيع المقبلة من إيجاد حل سياسي يسمح بوضع حد لتصاعد النزاع" في سورية.