خسر النظام السوري 100 من أفراده وشبيحته في حاجز حرملة بدمشق الذي يعد "شريانا" هاما له بسبب القيمة الميدانية والعسكرية للحاجز، وأكدت مصادر ميدانية مطلعة ل"الوطن"، تمكّن مقاتلي الجيش الحر من الاستيلاء على الحاجز، بعد معركة ضارية تناثرت فيها الأشلاء، في وقت تصاعدت فيه حدة المعارك بين كتائب الأسد والثوار داخل دمشق، إذ تسعى المعارضة للسيطرة على أحياء داخل العاصمة السورية، لإضعاف قبضة النظام. وأفاد قائد من الثوار يدعى إسلام علوش، أنهم يهدفون إلى السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق، مستبعدا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب، مضيفا "المقاتلون يستخدمون مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر وعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الأسد خلال الأشهر الماضية". إلى ذلك، أمهل رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب النظام السوري حتى الأحد المقبل للإفراج عن النساء المعتقلات لديه، وإلا فإنه سيسحب مبادرته للحوار معه، مشددا "إذا تأكدت أن ثمة امراة واحدة في السجن، أعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام".
تصاعدت المعارك بين كتائب بشار الأسد والثوار في داخل دمشق أمس، إذ تسعى المعارضة للسيطرة على أحياء داخل العاصمة السورية، لإضعاف قبضة النظام. وأفاد قائد من الثوار أن وحدات الحرس الجمهوري الخاصة المتمركزة على جبل قاسيون في وسط دمشق أطلقت قذائف المدفعية والقذائف الصاروخية على حي جوبر الشرقي وعلى الطريق الدائري الجنوبي، إذ هاجم مقاتلو المعارضة متاريس ومواقع للجيش. وقدر عدد القتلى خلال الليل بنحو 30 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، نتيجة قصف الجيش العنيف لأحياء جوبر وزملكا والحجر الأسود التي يسيطر عليها الثوار. ويقع جوبر وزملكا بالقرب من مجمعات للأمن تتمركز فيها قوات الأسد، بينما يقع الحجر الأسود قرب المدخل الجنوبي للعاصمة والطريق السريع المتجه إلى مدينة درعا والحدود الأردنية. وأفاد إسلام علوش من وحدة لواء الإسلام التابعة لقوات المعارضة أن حي جوبر هو أكثر حي يدور حوله الصراع ولذلك يقصفه النظام بشدة. وذكر أن الجيش السوري يحشد قواته لاستعادة السيطرة على تقاطع هام في الطريق الدائري. وقال علوش: إن القصد من هجوم مقاتلي المعارضة ليس السيطرة على وسط دمشق. وأوضح أن قوات المعارضة لن تحاول القيام بذلك ما دامت قوات الأسد تسيطر على قواعد رئيسة خلف قوات المعارضة في حي المليحة وبلدة عدرا. وذكر بأن الهدف هو السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق لا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب. وقال ناشط معارض في دمشق، إن الهجوم يجري تحت قيادة ضباط انشقوا على الجيش النظامي، ويهدف إلى قطع خطوط القيادة والتحكم لقوات الأسد من قلب المدينة إلى ضواحيها. وتقول مصادر المعارضة، إن المقاتلين يستخدمون مدافع مضادة للطائرات، وقذائف المورتر وعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الأسد خلال الأشهر القليلة الماضية. سياسيا أمهل رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب النظام السوري حتى الأحد المقبل للإفراج عن النساء المعتقلات لديه، وإلا فإنه سيسحب مبادرته للحوار معه. ورغم ردود الفعل المتعددة المؤيدة لهذه المبادرة، قال الخطيب لهيئة الإذاعة البريطانية "إطلاق سراح النساء يجب أن يتم حتى يوم الأحد المقبل". وأضاف "يعني إذا تأكدت أن ثمة امراة واحدة في السجن في سورية، أعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جراح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء". وكان الخطيب أعلن في 20 يناير الماضي استعداده المشروط "للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام" خارج سورية، من أجل إنهاء الأزمة في بلاده. وتمنى الخطيب لو "يعقل النظام ولو مرة واحدة ويشعر أن هناك ضرورة لإنهاء معاناة الناس ويرحل"، مضيفا "الثورة ستستمر، ولكن سنبقي مجالا للتفاوض السياسي على رحيله".