دمشق، بيروت - ا ف ب، رويترز - استعادت قوات النظام السوري امس سيطرتها على بلدة كرناز في ريف حماة في وسط سورية بعد 16 يوما من المعارك العنيفة مع مسلحي المعارضة، فيما استمرت الاشتباكات بين الجانبين للسيطرة على عدة احياء في دمشق، التي شهدت منذ اول من امس الاربعاء حركة نزوح واسعة. وكان العاهل الاردني عبدالله الثاني استقبل امس في عمان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وذكر بيان اردني انه جرى بحث علاقات بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ونقل الأمير سعود الفيصل إلى العاهل الأردني تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والحرص على تعزيز العلاقات السعودية - الأردنية في مختلف المجالات. واستعرض الجانبان جهود تحقيق السلام في المنطقة، وصولاً إلى السلام العادل والشامل الذي يضمن تلبية تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حل الدولتين. كما تناولا تطورات الأزمة السورية، وتطرق العاهل الأردني إلى التداعيات الخطرة للوضع المتدهور في سورية على جميع دول المنطقة، خصوصاً دول الجوار التي تتحمل أعباء كبيرة جراء استضافة اللاجئين السوريين. من جهة اخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام اقتحمت بلدة كرناز بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من عدة فصائل، ونقل عن نشطاء في البلدة ان هذه القوات احرقت بعض المنازل خلال حملة مداهمات وتفتيش قامت بها، وان المقاتلين المعارضين انسحبوا من البلدة. وكانت القوات النظامية استعادت قبل يومين السيطرة على قرية المغير القريبة. وسقطت هاتان المنطقتان بين يدي قوات المعارضة في الاسبوع الاخير من كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد معارك ضارية وهجوم شامل شنه مقاتلو المعارضة في ريف حماة الشمالي. ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادتها. وتعتبر هذه القرى ممرا الى القرى العلوية في ريف حماة الغربي. وقال قائد معارض وناشطون ان مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع وحدات من الجيش النظامي امس للسيطرة على أحياء في دمشق لليوم الثاني. وشاركت في هذه المعارك وحدات خاصة من الحرس تتمركز قرب احد القصور الرئاسية على جبل قاسيون. وأطلقت هذه الوحدات قذائف المدفعية والقذائف الصاروخية على حي جوبر في شرقي العاصمة وعلى الطريق الدائري الجنوبي حيث هاجم مقاتلو المعارضة متاريس ومواقع للجيش. وشمل القصف العنيف احياء جوبر وزملكا والحجر الاسود التي تسيطر عليها المعارضة. ويقع جوبر وزملكا بالقرب من مجمعات لأمن النظام. بينما يقع الحجر الاسود قرب المدخل الجنوبي للعاصمة والطريق السريع المتجه الى مدينة درعا والحدود الاردنية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مقاتل من وحدة «لواء الاسلام» ان حي جوبر هو أكثر حي يدور حوله الصراع ولذلك تقصفه قوات النظام بشدة. وذكر ان الجيش السوري يحشد قواته لاستعادة السيطرة على تقاطع هام في الطريق الدائري. وقال ناشط معارض في دمشق ان الهجوم يجري تحت قيادة ضباط سنة انشقوا عن الجيش النظامي ويهدف الى قطع خطوط القيادة والتحكم لقوات النظام من قلب المدينة الى ضواحيها. وتقول مصادر المعارضة ان المقاتلين يستخدمون مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر وعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الاسد خلال الاشهر القليلة الماضية. وذكر سكان في دمشق ان يومي الاربعاء والخميس كانا من اسوأ الايام التي شهدتها العاصمة منذ اشهر طويلة بسبب حدة القصف والمعارك. وقالوا ان وابل النيران التي اطلقت يوم الاربعاء كان من بين الاكثر كثافة التي سمعوها. وتسبب ذلك بموجة نزوح كثيفة. كذلك استمرت المعارك في مناطق واسعة في ريف دمشق، من بينها دوما والزبداني وداريا وعربين وحران العواميد ويلدا وزملكا. وكانت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام بررت معارك اليومين الماضيين في دمشق بان الجيش شن «عملية استباقية» بعد ان تلقى معلومات عن هجوم وشيك للمجموعات المعارضة.