لم يخطر على بال المسنة عقيلة يحيى من ساحل عسير، أن تعود يومًا من الأيام إلى مهنتها وتسويق منتجها وصرف الدخل على لوازمها ومعيشتها ومن تعول، إلا بعد افتتاح مهرجان الربيان في الحريضة التابع لمحافظة رجال ألمع في منطقة عسير. وقالت عقيلة إنها تمارس مهنة صناعة الخوص منذ سنين ولكنها تحجمت هذه المهنة وعادت إلى بيتها عندما كان عمرها في الأربعينات، وأشارت إلى فرحتها بعودتها لمزاولة هذه المهنة الشريفة التي تقتات منها وتسدد ديونها وأقساطها فهي كما تقول، امرأة فقيرة ولا تملك إلا ما يصلها من الضمان الاجتماعي ومقداره 800 ريال شهريًا. وأضافت أنها تقوم بمهنة صناعة السلال والسجاد وكذلك صناعة الحبال التي يطلق عليها محلياً "الأدوال" أيضاً من شجر النخل الذي ينتج الخوص "الطفي". فيما أشارت إحدى المهنيات في صناعة "الطفي" إلى أنها سعيدة بمهرجان الربيان وطالبت باستمراره حتى يتسنى لها بيع وتسويق منتجها. إلى ذلك قال منظم المهرجان إبراهيم آل مسفر الألمعي، إن المهرجان ليس تسويق فقط لمنتج الربيان باعتباره غذاءً بل إن رسالته تتعدى إلى تسويق هذا المنتج داخلياً وكذلك تسويق المهن المنتجة في ساحل عسير، ومشاركات هذا العام من المجتمع المحلي نساءً ورجالاً تختلف عن الأعوام الماضية. وأكد أن المهرجان مدته ثلاثة أيام فقط، لافتاً إلى أن عدد المشاركات وصل إلى 40 مشاركة، وطالبهن بتنويع المنتج لكل سيدة مثل: السلال، والمظلات، والأحذية والكراسي التقليدية وغيرها حتى يتم استثمارها سياحيًا وتقدم هدايا للسياح والزوار. وأكد الألمعي أنه تم منح هؤلاء المهنيات المحلات التجارية مجانًا لتسويق منتجاتهن طيلة أيام المهرجان، مبينا أنه تم التعاقد مع بعض هؤلاء النسوة لتجهيز أكثر من 100 كرسي تقليدي "قعادة" ليتم شراؤها لاستثمارها سياحيًا في برنامج قرية "رُجال" التراثية بألمع. من جهته، بين مدير الضمان الاجتماعي في القحمة أحمد الصغير، أن هؤلاء المهنيات وكذلك المهنيين من الرجال يتلقون الدعم من الضمان، إضافة إلى تهيئتهم عن طريق برامج الأسر المنتجة التي يتبناها الضمان.