ينتظر أن تحسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم نهائيا موقفها من الاقتراح الأمريكي ببدء محادثات فلسطينية-إسرائيلية غير مباشرة على أن ينقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا القرار إلى المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل مساء اليوم أو غدا. وأشارت مصادر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى أنه رغم وجود معارضة من قبل بعض أعضاء اللجنة لقرار التوجه إلى المحادثات، مثل ممثلي الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين إلا أن قرار اللجنة سيكون إيجابيا خاصة أنه يأتي بعد قرار إيجابي صدر عن العرب. ومع ذلك فقد خفضت المصادر الفلسطينية من حجم التوقعات من المحادثات غير المباشرة التي يتوقع أن تبدأ قريبا، مشيرة إلى أنها لا توجد مؤشرات بأن إسرائيل تنوي إنجاح هذه المحادثات وصولا لاستئناف المفاوضات المباشرة للتوصل إلى حل خلال عامين. وذكرت المصادر الفلسطينية أنها "تريد إعطاء فرصة لإدارة الرئيس باراك أوباما وأيضا حتى لا تتهم من قبل أي طرف بتعطيل فرصة التوصل إلى سلام". وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس إن الرئيس الأمريكي "قد نقل رسالة خطية إلى الرئيس عباس تعهد فيها بالتزامه بقيام دولة فلسطينية وتعهد أمريكي باتخاذ إجراءات ضد أي طرف يقوم باستفزازات". وكان ميتشيل عقد أمس محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وتوقع النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سلفان شالوم أن تصل المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة إلى طريق مسدود. وقال "إن أي زعيم فلسطيني لن يقبل بأقل مما كان رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات قد رفضه في كامب ديفيد قبل عشر سنوات وإن أي رئيس وزراء يهودي لن يقترح أكثر مما كان مقترحا في كامب ديفيد". وأعرب شالوم عن تأييده لإجراء المفاوضات غير المباشرة إذ إنها قد تتمخض عن تفاهم أكبر بين الجانبين. وأضاف "السلطة الفلسطينية تعمل بالفعل وكأنها دولة رغم أنه ليست لها حدود". ومن جهته أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال لقاء مع ميتشل "أهمية المسائل الأمنية" في جهود واشنطن لإطلاق المفاوضات غير المباشرة. وقال خلال الاجتماع إن "تسوية المسائل الأمنية تكتسب أهمية قصوى". وأضاف "إسرائيل تلتزم بتحقيق السلام وبتطبيق حل الدولتين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني". وفي سياق متصل طلب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الوطنية أن تعمل دول الاتحاد الأوروبي على بذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ ما عليها من التزامات في المرحلة الأولى من خارطة الطريق. وأكد على وقف الاستيطان بما يشمل القدسالشرقية، وإزالة البؤر الاستيطانية، والإفراج عن المعتقلين وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدسالشرقية، ورفع الحصار والإغلاق بكافة الأشكال عن الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عريقات"إن إعطاء إدارة الرئيس أوباما فرصة لصناعة السلام يجب أن تستند إلى قواعد القانون الدولي وبدون ذلك فإن ممارسات وسياسات الحكومة الإسرائيلية في تعميق الاحتلال وفرض الحقائق على الأرض يعني تدمير أي فرصة لتحقيق السلام".