دفع تأخر المواعيد للعيادات الخارجية في مستشفيات منطقة نجران، الكثيرَ من المرضى للاستسلام لفاتورة المستشفيات الخاصة، من أجل اللحاق بالمواعيد الطبية والمتابعة العلاجية، خصوصا للأمراض والحالات التي لا تحتمل التأخير، إضافة إلى السفر للمراكز المتخصصة في المدن الرئيسة بحثا عن العلاج. وأكد عدد من المراجعين أنهم يعانون طول انتظار المواعيد التي تصل لنحو ثلاثة أشهر، إذ إن مدينة نجران تفتقر للمراكز الصحية المتقدمة، التي باستطاعتها استقبال جميع الحالات، باستثناء مستشفى الملك خالد، الذي يتوافر فيه عدد من الاستشاريين في جميع الأقسام، ولكن لا يستطيعون تغطية سكان المنطقة بالكامل، فيما يفتقر مستشفى نجران العام وكذلك مستشفيات المحافظات إلى بعض الأقسام، وهناك نقص واضح في الاستشاريين، مشيرين إلى أن المماطلة في افتتاح المجمع الطبي زادت من معاناتهم، إذ مضت أكثر من خمس سنوات دون افتتاح المشروع. وبين المواطن محمد حسن، أن المستشفيات الخاصة تستغل معرفتها بوجود الزحام لدى المستشفيات الحكومية، لتعمل على رفع أسعار علاجها، واستغلال حاجة المرضى عبر إرهاقهم بالتحاليل الطبية غير اللازمة؛ لاستنزاف أموالهم دون وجه حق، إضافة إلى أن المواعيد الطويلة أحيانا جعلت المواطن يرضخ للأمر الواقع، ويتجه إلى أي مكان بحثا عن العلاج، خصوصا لبعض الحالات الحرجة التي لا تتحمل التأخير. ولم يتوقف الأمر عند المستشفيات الكبيرة فحسب، بل امتدت المعاناة إلى مستشفى الولادة والأطفال الذي يشكل معاناة مستمرة لمراجعيه من النساء والأطفال في ظل نقص الإمكانات، وعدم توفر استشاريين على مستوى عال. وأوضح مصدر طبي بالمستشفى إلى"الوطن"، أن المستشفى يمر بمرحله تأخير وتأجيل الكثير من المواعيد، نظرا لنقص الكوادر الطبية، إضافة إلى أنه في العامين الأخيرين تم تعليق بعض الأطباء نتيجة الأخطاء الطبية المتكررة التي شهدها المستشفى في الفترة الماضية، وعاد مردوده السلبي بشكل واضح على المراجع. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لصحة نجران خالد آل بلابل، في تصريح إلى"الوطن" أمس، أن مستشفيات المنطقة تعمل على أساس مجدول، حيث يراجع العيادات في الشهر الواحد نحو 10 آلاف مراجع، معترفا أن بعض المواعيد قد تصل إلى ثلاثة أشهر كحد أقصى، فيما بعضها تتم خلال أسبوع واحد من المراجعة، مشيرا إلى أن زيادة الازدحام في الطوارئ بالمستشفيات يومي الخميس والجمعة، يعتبر حالة طبيعية بسبب عدم وجود عيادات أو مستوصفات تعمل خلال اليومين، الأمر الذي يسبب ازدحاما في الطوارئ، مبينا أن صحة نجران تسعى جاهدة في توفير خدمة صحية أفضل للمرضى والمراجعين.