تواصلت المظاهرات الحاشدة في مختلف المدن العراقية، ضد سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، الهادفة لإقصاء الخصوم والاستئثار بالحكم، حيث نظَّم مئات الألوف من العراقيين مظاهرات ضخمة عمت مدنا في 3 محافظات، وطالب المتظاهرون بإنهاء سياسة الحزب الواحد، وتوسيع المشاركة السياسية، وإطلاق سراح المعتقلين في السجون، خاصة النساء منهم، إضافة إلى إلغاء سياسة تهميش أهل السنة. وتوافدت حشود كبيرة على مدن الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار، وسامراء وتكريت في محافظة صلاح الدين، والموصل في محافظة نينوى لتشارك في المظاهرات التي بدأت عقب الصلاة فيما عرف ب "جمعة العزة والكرامة". وقال شهود عيان إن الاستجابة للمظاهرات كانت كبيرة جدا وفاقت كل التوقعات. ففي مدينة الموصل خرجت حشود كبيرة من مساجد المدينة، حيث تجمعت في ساحة الخزرج ومنطقة المنصة. وأحاطت أعداد كبيرة من رجال الأمن بالمتظاهرين من أجل الحفاظ على سلمية المظاهرات، كما حصل منظمو المظاهرات على التراخيص الرسمية من المحافظة. وفي الرمادي خرج نحو 200 ألف متظاهر إلى شوارع المدينة، ورفعوا لافتات منددة بالمالكي وسياساته، وقال إعلاميون: إن قوات الأمن منعت دخول أجهزة البث المباشر القادمة من بغداد إلى محافظة الأنبار، في محاولة للتعتيم إعلاميا على هذه المظاهرات. وركز المتظاهرون على ضرورة الإفراج عن النساء المعتقلات بالسجون العراقية، في ضوء ما يتردد عن تعرضهن للتعذيب والاغتصاب. كما شهدت مدن سامراء وتكريت والفلوجة مظاهرات مماثلة. ردَّد المتظاهرون فيها شعارات تطالب بإسقاط حكومة المالكي، ورفع المحتجون علم إقليم كردستان وطالبوا بإقامة تحالف عربي كردي لمواجهة الحكومة الاتحادية. كما واصل عشرات الآلاف من أهالي الأنبار اعتصامهم في الرمادي على الطريق الدولي السريع، الذي يربط بين العراق وسورية والأردن. وحضرت إلى مكان الاعتصام وفود قبلية من محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد ونينوى ومحافظات الجنوب، بمشاركة لافتة من رؤساء العشائر من تلك المحافظات، مع وفود ترافقهم دعما وتأييدا لمطالب المعتصمين. من جهتها قالت النائبة عن القائمة العراقية ميسون الدملوجي: إن مطالب المعتصمين والمتظاهرين بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين هو مطلب ينادي به الشعب العراقي برمته. ومن جهته دعا المالكي المحتجين في الأنبار إلى الحوار والابتعاد عن "قطع الطرق والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق" للتعبير عن مطالبهم. وقال المالكي في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لمغادرة آخر جندي أميركي العراق وأطلق عليها يوم السيادة "نتحدث اليوم في ظل أجواء غير إيجابية وتحديات لاتزال تتنفس الماضي بألمه وجراحاته". وأضاف "الأمم المتطلعة نحو السلام، لا بد أن تعتمد على صيغ حضارية في التعبير وليس من المقبول أن نعبر عنه بقطع الطرق وإثارة الفتن والطائفية والاقتتال والجعجعة بالحرب وتقسيم العراق... هذا لا يضمن مجدا". وقال علينا أن "نتحاور ونتفق على طاولة الأخوة والمحبة في إنهاء مشاكلنا وخلافاتنا وأن يستمع بضعنا إلى بعضنا الآخر، والدول الحية بنيت على أسس القانون، حينما روض الناس أنفسهم على احترام القانون".