انتظر أهالي مركز حسوة بمحافظة رجال ألمع بفارغ الصبر مشروع الطريق والنفق الذي سيعيد الحياة إلى المركز بعد ما أجبرهم نقص الخدمات بسبب وعورة الطرق إلى الهجرة من المركز، إلا أن المشروع خلف وراءه تدميرا للحياة البيئية الطبيعية في تلك الجبال التي عبر من خلالها ومنها جبال قيس، والجبال المطلة على قرى الصليل، وتسبب في هجرة بعض الأهالي القريبين من المشروع لقراهم بسبب تساقط الصخور على منازلهم. وقال المواطن أحمد محمد القيسي: المشروع قضى على كثير من الآثار كالمساكن الأثرية وتمت إزالتها ودفنها بالكامل، وتمت إزالة ودفن ينابيع طبيعية للمياه وهي ما تسمى ب"العيون" وكذلك بعض الآبار الأثرية لم تسلم من إزالتها، ومنها بئر "الحمر" في وادي ميل قيس وتم تشويه معالم الأرض، مشيرا إلى أن المشروع لم ينته وبقي متعثرا منذ سنوات. وأضاف: أن المشروع بدأ عام 1427 والآن وصلنا إلى عام 1434، ونتيجة للتدمير من هذا المشروع هجر بعض الأهالي منازلهم المجاورة للمشروع بسبب الغبار والأتربة وتساقط الصخور، مؤكدا أنه تم ترحيل بعض الأسر من مساكنها، مستشهدا بأحد المواطنين الذي هجر مسكنه وبات مستأجرًا الآن في مدينة أبها بمبلغ يزيد على 20 ألف ريال بسبب خوفه على نفسه وأسرته من انهيار مسكنه في أي لحظة. وطالب القيسي وزارة النقل بالإسراع في تنفيذ المشروع والنظرة الإنسانية إلى أهالي وادي "شناكة"، وأهالي وادي الصليل المجاورين لهذا الطريق، مشيرًا إلى أن تأخر المشروع ساهم في هجرة أهالي مركز حسوة بسبب يأسهم من الخدمات التي تترتب على إنهاء الطريق. أما شيخ قبيلة بني زيد الشيخ يحيى الحياني فقال: نقدم شكرنا لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد الذي وقف إلى جانبنا بعد ما طالت مدة مطالباتنا لهذا المشروع الذي استمر أكثر من ثلاثين عامًا ووقوف أمير المنطقة ساهم في البدء في هذا المشروع إلا أننا لا نعلم سبب تعثره. وأشار إلى أنهم مستمرون في المطالبة لإنجازه، مؤكدا وقوف مندوب من هيئة مكافحة الفساد على هذا المشروع. أما شيخ قبيلة قيس أحمد عبدالمتعالي فقال: نحن ننتظر المشروع وتنفيذ المشاريع دائمًا يتوقف على عزيمة المقاول المنجز، لكننا لا نعرف أسباب هذا التباطؤ. وأشار عبدالمتعالي إلى أن التدمير الذي حصل شيء طبيعي خاصة أن عبور الطريق من جبال شاهقة وصعبة فلا بد من القطع في الجبال وهذا القطع ينتج عنه تساقط الصخور والأتربة وتلحق الضرر بالبيئة وغيرها. من جهته، أكد مدير فرع الزراعة برجال ألمع علي محمد البناوي أن إشكالية العبث وتدمير البيئة الطبيعية في المحافظة يعود إلى عدم التنسيق بين فرع وزارة الزراعة والجهات المنفذة للمشاريع مثل مشاريع الطرق، والبلدية، والكهرباء، مشيرا إلى أن التنسيق ضرورة للحفاظ على هذه الغابات وأشجارها. في المقابل، أوضح مدير النقل والطرق بعسير المهندس علي سعيد مسفر أن تباطؤ إنجاز المشروع بسبب إعادة التصاميم حتى يتحمل الطريق عبور أنابيب المياه وخطوط الهاتف.