أوضح رئيس نادي جدة الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي، أن النادي مؤسسة ثقافية تفتح أبوابها لجميع المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. وأرجع السلمي انسحاب مجموعة من الحضور خلال المحاضرة التي نظمها النادي مساء الثلاثاء الماضي، التي حملت عنوان "النخب السعودية وقضايا التغريب"، إلى أنهم كانوا ينتظرون الدكتور محمد آل زلفة، وأنهم حينما علموا باعتذاره تركوا قاعة المحاضرات وانصرفوا رغم محاولة إبقائهم. وعن اعتراضهم على وجود النساء في القاعة، قال السلمي ل"الوطن": النادي خصص مكانا للنساء، وهو ما دأب عليه في المحاضرات، ونحن نثق بأن الحاضرات جميعهن من المثقفات الواعيات، ويلتزمن تعاليم الدين الإسلامي، وتوجيهات القيادة الرشيدة، وقادرات على التصرف بحكمة. وأنظمة النادي حسب توجيهات القيادة تلتزم بالفصل بين الرجال والنساء، ولكن يبدو أن هذا يثير حفيظة البعض، ونحن اعتبرنا أن ردة فعلهم على وجود النساء في مكان مخصص لهن وبعيد عن الرجال غير مبررة. من جهته، وصف الدكتور فوزي الصبحي، أحد الذين انصرفوا من المحاضرة، وجود النساء بالقرب من الرجال، بأنه من خطوات الشيطان الذي يغري بها عباده، وأولى خطوات القبول بغير ما أمر به الله. وكانت المشكلة قد بدأت حينما دخل نفر من الحضور برفقة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة سابقا عطية الزهراني، والدكتور فوزي الصبحي، إلى قاعة النادي الأدبي ليفاجؤوا بوجود عدد من النساء في الركن المخصص لهن في القاعة، حيث أعلن أحد المشايخ احتجاجه على وجود النساء، مطالبا إياهن بالخروج، وإلا فإنه سينسحب. وبعد مفاوضات، طلب المحاضر الدكتور محمد السعيدي من النساء مغادرة القاعة، لكنهن رفضن بشدة، وطلبن منه مخاطبة إدارة النادي، ليقرر المعترضون مغادرة النادي. وتبدت حكمة أعضاء مجلس إدارة نادي جدة، وعلى رأسهم الدكتور عبدالله السلمي، في محاولة إقناع الصبحي والزهراني بعدم المغادرة، غير أن الصبحي قالها حاسمة: "نحن أو هن". وبعد هدوء العاصفة، ألقى السعيدي محاضرته، التي لم يتطرق فيها إلى موقف النخب، كما جاء في عنوان المحاضرة، وكما أشار الكاتب حسين بافقيه في مداخلته، حين وصف المحاضرة بأنها عامة، وهي أفكار طرحها القوميون والماركسيون من قبل، في تخوفهم من الرأسمالية الغربية والأمركة.