أوضح رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي أن غياب الدكتور محمد آل زلفة عن المحاضرة التي اقامها النادي مساء البارحة كان بسبب ظروف صحية، حيث اتصل الدكتور آل زلفة صباح أمس بالنادي وطلب تأجيل المحاضرة إلى يوم آخر بسبب ظروفه الصحية، ولكن النادي لم يستطع تأجيل المحاضرة نظرًا لارتباطه بموعد محدد. وشهدت المحاضرة والتي كانت بعنوان: «النخب السعودية وقضايا التغريب» وشارك بها الدكتور محمد السعيدي بمفرده بعد اعتذار الدكتور محمد آل زلفة، اعتراض بعض الحضور على وجود النساء في الصالة، وهددوا بالانسحاب من المحاضرة إذا لم يُنفذ طلبهم، وهنا قال لهم عضو النادي المتحدث الرسمي للنادي الدكتور عبدالإله جدع أن النادي راعى خصوصية الحضور منذ إنشائه بأن خصّص قاعة للسيدات ولكن السيدات اعتدن الحضور الدائم في نفس القاعة مما جعل الأمر مألوفًا لديهن وجعلهن رافضات أن يغادرن أماكنهن في القاعة الرئيسية. وبالفعل غادر بعض الحضور المطالبين من القاعة، بينما ظل عدد كبير من الحضور وتابعوا المحاضرة. إلى ذلك لفت رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي في تصريحه ل «الأربعاء» إلى أن من أبدى ملاحظاته حول تواجد ما اعتبره بعضهم مخالفة، من حقهم أن يبدوه، ومن حق النادي أن يستمع إليهم، ومن حق النادي أيضًا أن يتخذ ما يراه مناسبًا، ومن يرغب الحضور فليحضر، ومن رأى أن المحاضرة لا تنسجم مع توجهاته فليغادر، فالنادي للجميع ونحن نرحب بالجميع. وفي محاضرته، تحدث الدكتور محمد السعيدي عن مفهوم التغريب واصفًا إياه بأنه تيار فكري علني له أبعاد سياسية واجتماعية وفنية بهدف إلغاء شخصية وخصوصية الشعوب، وتناول الدكتور السعيدي جانب الفكر الاستعماري التغريبي وتجربة فرنسا في غزو العالم الإسلامي في القرن السابع عشر ميلادي، لافتًا إلى أن التغريب هو مصطلح قديم، وقد كان نابليون يهدف إلى تطعيم مجتمع مصر بالفكر الغربي. واعتبر الدكتور السعيدي أن المملكة العربية السعودية أقل الدول العربية والإسلامية ذوبانًا في التغريب، ويتضح ذلك في عدة أمور منها: ظروف نشأة المملكة الدينية وقد حاول الغربيون الإجهاز عليها إضافة إلى الحذر الذي يجتاح العلماء والمواطنين وأهل المملكة من كل تغيير محتمل، لافتًا إلى أن التغريب أثبت نجاحه في بعض الدول وبدأت الدول الأخرى تحاول الفكاك من هذا التغريب. وفي سياق حديثه، قال الدكتور السعيدي أن الذين يطالبون بحقوق المرأة نجد أن كل الطرفين (العلماء و المطالبين) لا يستندون إلى دراسات خاصة، فالعلماء يستندون إلى التوجس، والآخرين براءة الأصل وإحسان النية، مختتمًَا محاضرته بالقول إننا نعيش مرحلة مختلفة من مراحل التغريب.