هاجمت التشكيلية أماني العرفج ما وصفته بالفوضى العبثية لدى كثير من ممارسي الفن التجريدي واعتبرته فن من لا فن له، بل هو في رأيها السبيل السهل لأدعياء الفن التشكيلي ومنتحليه للوصول لعتبات المعارض. وقالت العرفج ل " الوطن" إن الحيرة قد لفت أذهان المتذوقين والمشاهدين، فلم يعد باستطاعتهم تمييز العمل الجميل من خلافه، كل ما هنالك مجرد خطوط وألوان مبعثرة لملء مساحة بيضاء كبيرة الحجم. ودافعت العرفج عن اتهام التجريديين برفضهم لمحاكاة الواقع وبخروجهم عن كل معايير اللوحة القديمة، وأكدت أنها مع القديم بالرغم من ممارستها التجريدية، مضيفة: لولا القديم لما وصلنا للتجريدي، الذي هو في النهاية نتيجة حتمية لما بعد الواقعية والسريالية، وباقي المدارس الفنية التشكيلية التي يجب على كل فنان تشكيلي الخوض فيها وتطبيقها. وذهبت العرفج إلى تحديد مشروع التجريد بما قاله الألماني رودلف ارنهايم بأن " التجريد مشروع يرفض كل تشخيص أو تمثيل، لأن الواقع عامل مخرب للفن الصافي، وأنه من دون ازدهار للتعبير البصري لا تستطيع أي ثقافة أن تنشط على نحو إبداعي"، فهي في المجمل ترى أن الفن التجريدي ما هو إلا استبطان ما وراء الظاهر، والخوض في عالم البصيرة وخفايا الروح متجردًا عن المادة، متحللاً من القيود الرمزية، فهو بطريقة أو بأخرى تعبير للحالة المزاجية التي يعيشها الفنان في تلك اللحظة. وعن رأيها في التشكيلية السعودية قالت إنها خرجت من دائرة الخوف من بعد يقين بأن المتلقي المهتم الساعي إلى تذوق اللوحة الفنية التشكيلية هو الذي يستطيع أن يرقى بذوقه رويدًا رويدًا، ليصل في نهاية المطاف إلى الحالة التي تمكنه من معرفة وإدراك الانسجام والتوافق بين الشكل والمضمون.