الجاهل عدو نفسه، لذا هو من صنع الخرافات بادئ ذي بدئ، وله عدة أهداف، منها محاولة الإجابة على أسئلة علمية لم يتمكن العلم وقتها بتفكيكها وتحليلها، أيضًا استخدام الخرافة للتحكم بمجموعة أفراد بناء على اعتقاد يزرع في عقولهم، أيضًا السيطرة على عقول بألا تفكر إلا في إطار أو شكل واحد، وبالتالي يمكن تحريكهم والتنبؤ بأفعالهم وعليه الاستفادة الاقتصادية القصوى منهم. ورغم ارتفاع المستوى التعليمي والوعي الجمعي في الوقت الراهن؛ فإن بعض الخرافات ما زالت قائمة وموجودة، هناك مؤمنون بها كثر، وهناك مستفيدون منها ماليًا واقتصاديا أكثر وأكثر، مهما انكشفت هذه الخرافات وأساس مصداقيتها ومصدرها الذي لا يتعدى حبرًا على ورق رديء الصناعة؛ إلا أنه يوجد من يدافع عنها باستماته وتفان، وتستعجب من هذه المقاومة غير المبررة بالنسبة للعقل والمنطق، لكن لو نظرنا لأسبابهم؛ سنعذرهم جدًا. المؤمنون بالخرافة لا يقبلون تشويهها أو إسقاطها لأنها ببساطة (جزء من هويتهم)! هو يتعامل معها لأنها القاعدة الأساسية لتشكيل هويته بمبادئها وصفاتها، لو لاحظت أمرًا.. لماذا تغيير فكر الصغار أسهل من تغيير فكر الكبار؟، رغم أن إدراك الصغار أقل بكثير من إدراك الكبار الذي يجب أن يسهل عملية التحليل والتفكير المنطقي!، ببساطة لأن البالغين قد شكلوا هوية بمنظومة معتقدات قد (دفعوا ثمن) اتباعها لسنوات طويلة، كشف هذه الخرافة بالنسبة لهم ليست إنقاذًا؛ وإنما ضربة قاسية بأن تقول لهم إن كل ما دفعتموه ثمنًا وعايشتموه بسبب خرافة كانت جزءًا من هويتك؛ هي (كذبة سخيفة لا يقبلها عقل)، وتم التلاعب بك روحيًا وفكريًا وجسديًا واقتصاديًا!، كارثة!، ولأنه لا أحد يفضل الشعور «بالغبن»، وبالتالي من الأسهل التمسك بها للمحافظة على الشعور بالرضا. التشكيك في معتقداتك وإعادة تقييمها صعب جدًا وشجاعة لا يقوى عليها ضعيف، لكن الأصعب هو بعد إدراكك أنها خرافات ومجبر أن تعيش وسط (المؤمنين بها بكل جوارحهم)! أخيرًا أي «قصة» أو «رواية» تتنافى مع قوانين الطبيعة والواقع الفيزيائي الملموس؛ هي «خرافة» بائنة.