كعادتهم الموسمية، يلجأ المعلمون والمعلمات إلى "التحاضير الجاهزة" لتجهيز دروسهم استعدادا للعام الجديد وذلك عن طريق شرائها اختصارا للوقت والجهد؛ حيث تصبح تجارة التحاضير الإلكترونية والجاهزة في أوج نشاطها في هذا الوقت من السنة، فيما يتجاهل مسؤولو الإشراف التربوي أهمية أن يعد المعلمون والمعلمات تحاضيرهم بأنفسهم. وتؤكد مديرة الابتدائية السابعة بتبوك نورة العطار أن تحضير المعلمة لدروسها مهم جدا فهو يساعدها على التخطيط والإعداد الجيد للدرس، وكل ما تحتاج من تهيئة ووسائل وربط بالواقع والأحداث الجارية، وإن أحبت المعلمة أن تضيف معلومات جديدة بإمكانها اللجوء إلى بعض المواقع الإلكترونية للتزود بهذه المعلومات، وتقول "كل ذلك يساعد المعلمة على ترتيب أفكارها، ويجعلها تدير درسها بثقة دون تخبط" وترى العطار أهمية التحضير الذاتي المبدع للمعلمة بعيدا عن التحضير الجاهز، مبينة أنها تؤيد مشاركة أولياء الأمور بالإعداد مع الطلبة وخصوصا في المرحلة الابتدائية، وتؤكد أن الطالب أو الطالبة الآن يشاركان في إعداد الدروس؛ لأنهما محور العملية التعليمية. من جانبه، قال المعلم توفيق القحطاني إن التحاضير الجاهزة لها سلبيات وإيجابيات، مبينا أن إيجابياتها تكمن في اختصار الوقت والجهد، بينما سلبياتها تكمن في أن المعلم لا يستطيع أن يحقق إلا هدفا أوهدفين من الأهداف السلوكية في الدرس، بينما التحضير يحتوي على أهداف كثيرة، وبالتالي يكون التحضير غير مواكب للواقع، ويضيف القحطاني "التحضير سيكون جيدا للمعلم الجديد فقط، بينما لن يستفيد منه المعلم القديم لأنه سيكون حافظا للمنهج كاملا". أما المعلمة فاطمة المدخلي فهي تفضل أن تقوم بكتابة التحضير وطباعته بنفسها بعيدا عن التحضير التقليدي الذي يحتوي على كثير من الأخطاء الإملائية والنحوية، وتضيف "لا بد أن تراعي المعلمة في تحضيرها الفوارق الذهنية للطالبات من خلال التخطيط الجيد للمادة". من جهة أخرى، أكد أحد بائعي التحاضير المدرسية عبر أحد المواقع الإلكترونية - فضل عدم ذكر اسمه - أن نسبة كبيرة من المعلمات والمعلمين يفضلون التحاضير الجاهزة، وتعتبر هذه الخطوة جيدة من ناحية توفير الجهد على المعلم والمعلمة في الإعداد الكتابي اليومي، ويقول "نحن نراعي أن تكون التحاضير المدرسية ملائمة للمنهج الدراسي مع الأهداف التربوية للمادة التعليمية ولتوزيع المناهج". "الوطن" حاولت الحصول على رأي الجهة المسؤولة في إدارة التربية والتعليم، ومدى نظامية استخدام التحاضير الجاهزة، واتصلت بالمتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بمنطقة تبوك سعد الحارثي قبل ثلاثة أيام، وطلب إمهاله للإجابة عن الاستفسارات بهذا الخصوص، وتم الاتصال به أول من أمس لأكثر من مرة إلا أنه لم يجب أيضاً، وتم إرسال رسالة نصية لهاتفه المحمول لكنه لم يتجاوب بعد ذلك.