انحرفت أحاديث طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلى سياق جديد، فبدلاً من الحديث عما فعلوه في إجازاتهم السنوية التي استمرت قرابة 90 يوماً، انشغلوا باستعراض المناهج الدراسية الجديدة بين مستغرب من اختصار عددها وتحديث مواضيعها.في حين لم يشغل معلمي اللغة العربية في المرحلة المتوسطة بعد تسلمهم المناهج الجديدة إلا البحث عن تحاضير جاهزة يسلمونها لمديريهم، بعد أن ألغت وزارة التربية والتعليم المناهج الدراسية السابقة، واستبدلتها بجديدة لم يصدر لها تحضير جديد، ما يجبر المعلمين على كتابة التحاضير عوضاً عن شرائها من المكتبات. وكانت وزارة التربية وحدت مناهج اللغة العربية سابقاً (نصوص، قواعد، إملاء، تعبير، مطالعة) في كتاب أطلقت عليه «لغتي الخالدة» في تحديث للمناهج يعتبر الأبرز في المرحلة المتوسطة. وأوضح المؤلفون أن المنهج الجديد جاء استجابة لتطوير الجوانب الشخصية للمتعلم لتحقيق أهداف التربية السليمة المنبثقة من التعاليم الدينية الإسلامية، ولعلاج ما أسموه ب«التفتيت اللغوي»، من خلال تعدد مناهج اللغة العربية، ولمواكبة تطور المجتمع السعودي في الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، والمواءمة مع تقنية المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة. وقسّم الباحثون الكتب على ست وحدات دراسية، واتخذت من القرآن الكريم منطلقاً لتدريس المهارات الأساسية الأربع (السماع، التحدث، الكتابة، القراءة)، مع الحرص على تنمية مبدأ التعلم الذاتي، من خلال تمكين الطلاب من استعمال مصادر المعرفة المتنوعة، واستثمارها في البحث والدراسة والتحليل، لتعزز المناهج الجديدة مفهوم أن التعامل مع اللغة العربية كعادات سلوكية تتطور وتنمو. وأسهمت المناهج الجديدة في خفض عدد المواد إلى 12 مادة للمرحلة المتوسطة هي (القرآن الكريم، التوحيد، السلوك، الحديث، لغتي الخالدة، الدراسات الاجتماعية والوطنية، الرياضيات، العلوم، الحاسب الآلي، الإنكليزية، التربية الفنية والمهنية، التربية البدنية) سيتلقون علومها من خلال 35 حصة دراسية أسبوعاً، بواقع سبع حصص دراسية، مدة كل حصة 45 دقيقة. كما احتوت المناهج على كتب لمواد كانت تعتمد على الاجتهاد في تدريسها مثل الفنية والرياضة، فأعطى منهج التربية الفنية بعداً جمالياً للتربية الفنية. فقدم المنهج شرحاً فنياً لرسومات فنانين وفنانات محليين وعالميين، إضافة إلى شرح المبادئ الأساسية للرسم. فيما دمجت مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية في كتاب واحد بعنوان «التربية الاجتماعية والوطنية»، إذ تم اختصار جزء من كل من المناهج الثلاثة للصفين الرابع والأول المتوسطين. بدورها، اعتبرت وزارة التربية المناهج الجديدة «منجزاً وطنياً» جاء نتاج مرحلة طويلة من البحث والدراسة للمقررات الدراسية، من خلال اللجنة العليا للتربية التي تتولى لجانها الفرعية مهمة تأليف المناهج، والتأكيد على خلوها مما قد يشوبها في الإطار الفكري أو العلمي.