تلقى النظام السوري ضربة قاصمة أمس ، بعد أن أعلن رئيس الحكومة السورية رياض حجاب، الرجل الثاني في النظام، انشقاقه عن رئيسه والتحاقه بالثورة، مما ترك بلبلة كبيرة في أروقة النظام الذي ينتظر أجله. وكشف رئيس المجلس الوطني السوري عبد اللطيف سيدا ل"الوطن" , تفاصيل انشقاق حجاب، مشيرا إلى أنه تم ترتيبه مع المجلس والجيش الحر، مشيرا إلى أن حجاب يحمل وثائق تثبت تورط الأسد في المجازر. انشق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أمس وانضم إلى صفوف المعارضة ليصبح أرفع مسؤول ينشق عن النظام الحاكم في دمشق. كما انشق وزيران إلى جانب حجاب وفرا معه إلى الأردن، إضافة إلى ثلاثة من ضباط الجيش برتبة عميد. وقال محمد عطري المتحدث باسم رئيس الوزراء المنشق، إن حجاب الذي لجأ إلى الأردن سيغادر إلى قطر خلال أيام. وكان التلفزيون السوري أعلن أن حجاب أقيل وتم تعيين نائبه عمر غلاونجي لقيادة حكومة تسيير أعمال، لكن مصدرا رسميا في عمان قال إن الإقالة أعقبت انشقاقه وفراره إلى الأردن مع أسرته. وقال حجاب في بيان تلاه عطري "أعلن انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب وأعلن انضمامي لصفوف ثورة الحرية والكرامة وأعلن أني من اليوم جندي من جنود هذه الثورة المباركة". وعين الأسد حجاب وهو وزير سابق للزراعة رئيسا للوزراء في يونيو الماضي. وكشف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا أن عملية انشقاق حجاب، تم ترتيبها باتصالات مع المجلس والجيش الحر منذ شهرين لتأمين هذه العملية التي تعتبر أكبر عملية انشقاق تتم على المستوى السياسي. وأبان أن حجاب اختار الوقوف مع الشعب ضد الجلاد الأسد الذي يلفظ نظامه أنفاسه الأخيرة مع تخلي ثاني أكبر شخصية سياسية في الدولة عن هذا المركب الذي يغرق بمن فيه، موضحاً أن شعبية حجاب تأتي من مطلق أنه سياسي بارز وتميز بمحاربته للفساد السياسي والمالي من جانب إضافة إلى وضعه العشائري في عشيرة الساخنة من دير الزور. وقال سيدا ل "الوطن" إنها "صفعة تضاف إلى صفعات سابقة ستسرع في عملية انهيار هذا النظام الذي يتحول يوما بعد آخر إلى مطارد من قبل الشعب والجيش والأمن السوري الوطني، وخلال اتصالاتي معه كان يعبر عن قلقه من التهديد الذي يتعرض له من قبل النظام ومن قبل الثوار الذين لا يعلمون حقيقة مشاعره ومشاعر كثير من القيادات العسكرية والأمنية الميدانية التي ترفض ما يجري من قتل وتدمير عشوائي". وأضاف سيدا "الرئيس حجاب يعتبر شخصية سياسية حاسمة وقائدة للثورة منذ الآن وشاهداً على جرائم النظام حيث أبلغني بأنه نقل معه وثائق عن تورط عائلة الأسد شخصيا في توجيه أوامر لتنفيذ الإعدامات الميدانية والمجازر، التي نفى النظام تورطه فيها وصولاً إلى التفجيرات التي اتهم بها القاعدة". وكشف أن حجاب خرج مع كامل أفراد عائلته المكونة من عشرة أسر تم إيصالهم معه إلى مكان آمن في عملية شارك فيها ضباط أمن كبار لم يعلن انشقاقهم بعد بانتظار ساعة الصفر وعناصر من الجيش الحر". وأوضح أن عملية خروجه معقدة ولا يمكن الكشف عنها حالياً بسبب بعض المعلومات الأمنية التي لا نرغب في كشفها في عملية تخلصه من الرقابة اللصيقة التي كانت ترافقه وتضمن اغتياله قبل القيام بمثل هذه الخطوة. ورفض سيدا التعليق على مشاركة مناف طلاس في عملية إخراج حجاب من دمشق وتكرار تجربته في الهروب من المراقبة اللصيقة، وقال "ليس الآن. لا يزال هناك من نعمل على إخراج عائلاتهم لكننا أقمنا مناطق آمنة في كل مدينة ولدينا من يساعدنا في قلب النظام". واعتبرت ألمانيا أمس انشقاق حجاب يشير إلى "التآكل" السريع لنظام الرئيس الأسد. كما اعتبرت واشنطن انشقاق رياض حجاب دليلا على أن الرئيس الأسد "فقد السيطرة" على سورية. وفي السياق، قال ضابط سوري كبير انشق مؤخرا عن نظام الأسد إن أتباع الطائفة السنية يأتون في طليعة المنشقين عن الجيش وجهاز الأمن السوري. وقال الضابط أمس في إسطنبول إن ما يقدر بعدة مئات من الضباط السنة انشقوا عن الجيش النظامي حتى الآن مقابل ثلاثة فقط من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار وخمسة ضباط آخرين منتمين لأقليات دينية أخرى. وعلى الرغم من أن السنة يمثلون ما يزيد على 60% من الشعب السوري إلا أن عدد الضباط السنة في الجيش السوري يبلغ أربعة آلاف ضابط فقط من أصل 33 ألف ضابط. مواقف • سيدا: الانشقاق صفعة جديدة للنظام. • ألمانيا: فرار حجاب يشير إلى تآكل نظام بشار. • واشنطن: الحادث دليل على أن الأسد فقد السيطرة على سورية.