أكد نشطاء سوريون أن عملية انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب استمرت عدة أشهر، وتم تأجيلها أكثر من مرة، وكانت عملية صعبة ومعقدة للغاية، نظرا للحراسة الأمنية الخاصة به. فقد روى نشطاء سوريون ل"الجزيرة نت" تفاصيل انشقاق رياض حجاب، حيث أكد محمد عطري الذي تلا بيان انشقاق حجاب أنه وعائلته يؤيدون الثورة السورية منذ بدايتها, وأنه كان يرتب للانضمام لصفوف الثورة قبل أن يعينه بشار الأسد رئيسا للحكومة السورية في السادس من يونيو الماضي، حيث تفاجأ بتكليفه بتشكيل الحكومة، وخاف إن رفض أن ينتقم منه الأسد ومن عائلته. وأضاف أن "حجاب قبل تشكيل الحكومة وواصل الاتصالات مع المعارضة والجيش الحر بهدف ترتيب انشقاقه عن النظام السوري, وليكون الانشقاق قاصما لظهر النظام الذي سينشق عنه أعلى مسؤول سياسي سوري منذ بداية الثورة"، مشيرا إلى أن الاتصالات كانت تتم عبر أحد أشقائه نظرا لصعوبة الاتصال به. وأوضح أن عملية الانشقاق كان من المفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي وما رافقه من عمليات في دمشق أخر تاريخ الانشقاق، وتواصلت الاتصالات حتى تم تحديد خطة للانشقاق بدأ تنفيذها منذ أول أمس السبت، قضت بنقل عائلات رئيس الوزراء وأشقائه السبعة وشقيقتيه إلى منطقة آمنة، مع مرافقة مسلحة من الجيش الحر. وقال "إن عملية نقل حجاب كانت الأصعب، حيث بدأت العملية بقطع رئيس الوزراء المنشق كافة اتصالاته بالنظام السوري منذ يوم أمس الأحد وتأمين خروجه برفقة مسلحين من الجيش السوري الحر إلى أن وصل إلى المنطقة الآمنة"، لافتا إلى أن ساعة الصفر كانت نقل رئيس الوزراء برفقة عائلته وتسع عائلات هي عائلات أشقائه وشقيقتيه من المنطقة الآمنة باتجاه الأردن. وأكد أن عملية إخراج حجاب من سوريا كانت معقدة إلا أنها تمت بهدوء ودون أي مشاكل تذكر, وأنه سيكون جزء من الثورة على نظام بشار الأسد. وأكد نشطاء أن حجاب مكث ليلته الأخيرة في إحدى مناطق محافظة درعا قبل أن ينتقل إلى الأردن, وأن نظام الأسد قطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت عن كافة أجزاء محافظة درعا في محاولة لمنع عملية انشقاق حجاب، حيث كانت شكوكه تتركز على درعا كون الحدود الأردنية هي الأقرب للعاصمة دمشق، كما وصلت تعزيزات عسكرية وقامت بتمشيط منطقة الحدود السورية مع الأردن.