أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أمس انشقاقه عن النظام السوري، بعد دخوله الأراضي الأردنية مع عدد كبير من أفراد عائلته والمقربين منه، إضافة إلى ثلاثة من الضباط المنشقين. وحجاب ابرز مسؤول سياسي ينشق في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ويعد انشقاقه «ضربة جديدة» للنظام السوري وسط تزايد ملحوظ في عدد الانشقاقات وأهمية المسؤولين المنشقين. وفضلت الحكومة الأردنية التريث في التعليق على انشقاق حجاب ووصوله الأردن. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة ل «الحياة»: «إن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية حتى الآن». وأضاف: «ربما يحاول الدخول إليها في هذه الأثناء». فيما أكدت مصادر أمنية أردنية ل»الحياة»، وصول حجاب إلى الأردن صباح يوم أمس برفقة عائلته وأشقائه السبعة. وقالت المصادر التي اشترطت عدم ذكر هويتها: «إن حجاب نقل إلى مكان آمن وقد يتم نقله إلى بلد آخر». وقال محمد عطري الناطق الرسمي باسم حجاب في تصريحات خاصة ل «الحياة»: «إن رئيس الوزراء المنشق دخل الأردن مع عائلته وأقاربه بعد فجر اليوم، عبر الشباك الفاصلة بين الحدود الأردنية - السورية». وأضاف: «دخل حجاب الحدود مع عائلته وعشرة من العائلات المقربة منه، خوفاً من عمليات انتقام من قبل القوات الموالية لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأكد عطري أن «حجاب وعائلته والمقربين منه في مكان آمن وبعلم الجهات المعنية». وأوضح أن عملية الانشقاق «كان مخططاً لها منذ أكثر من شهرين، وأن النظام المجرم قام بتخيير رئيس الوزراء المنشق إما بالقتل أو قبول منصب رئيس الحكومة الذي كان أجبر على توليه». وأفاد عطري «الحياة» إن رئيس الوزراء المنشق «سيتوجه خلال اليومين القادمين وربما الساعات المقبلة إلى العاصمة القطرية الدوحة»، فيما سيبقي على عدد من أفراد عائلته لا سيما أشقائه في الأردن. وأشار عطري الى ان حجاب كان يفكر بالانشقاق منذ اليوم الأول لتوليه منصب رئاسة الحكومة، لافتاً إلى أن حجاب سيخرج إلى العلن في أقرب وقت ممكن، على حد قوله. وتابع: «تؤكد عملية الانشقاق هذه بأن النظام السوري إلى زوال.. أيام قليلة تفصلنا عن معركة الحسم وسقوط الطاغية... ما جرى هو أكبر عملية انشقاق سياسي في العاصمة السياسية التي اهتزت على وقع النبأ». وزاد: «في هذه الأثناء يعد بشار الأسد أيامه الأخيرة، فالعاصمة الاقتصادية حلب ستسقط قريباً بأيدي الثوار». وأصدر حجاب بياناً صحافياً مقتضباً في وقت لاحق قال فيه: «يا أبناء الوطن أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب من تاريخ سورية، حيث القتل الوحشي والأعمال الهمجية بسبب مطالبة الشعب بحقوقه بالعيش الكريم». وأضاف: «أعلن انشقاقي عن النظام المجرم في سورية وانضمامي إلى صفوف الثوار وأبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة». وتابع: «حملت روحي على كفي من أجل هذه الثورة، لنقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا». ووصف حجاب نفسه بأنه «جندي من جنود الثورة». وختم بيانه بالقول: «عاشت سورية حرة أبية وعاش أبناء شعبنا الحر المغوار». وعن تفاصيل عبور حجاب إلى الأردن، قال علي الرفاعي أحد نشطاء الجيش الحر في مدينة درعا ل «الحياة» عبر الهاتف: «إن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد قامت ليل أمس بتطويق قرى درعا، بعد أن علمت بوصول حجاب إلى المدينة استعداداً لدخوله الأردن». وأضاف الرفاعي: «تمت محاصرة المنطقة الغربية من قبل الفرقتين السابعة والثامنة التي كان يختبئ فيها حجاب والمقربين منه وقصفها بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، لكن وحدات الجيش الحر تمكنت من صد العدوان وتهريبهم إلى الأردن». وتضم المنطقة الغربية التي تعرضت لقصف متواصل طيلة يوم أمس قرى تل شهاب وحيط وعتمان. وأكد المقاتل في الجيش الحر أن «عملية تهريب حجاب ومن معه كانت معقدة واحتاجت لوقت طويل وامتازت بالسرية والكتمان». وأوضح أن ما يعرف بكتائب «الصحابة» في دمشق التابعة للجيش الحر، قامت بنقله إلى مكان غير معلوم قبل أيام، وبعد ذلك نقل إلى مدينة درعا عبر طرق سرية وغير معلنة. وكشف الرفاعي أن حجاب كان برفقة ثلاثة من الضباط الكبار الذين أعلنوا انشقاقهم وعبروا إلى الأردن. في موازاة ذلك، أفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان رئيس الوزراء السوري أقيل من منصبه، من دون ذكر تفاصيل اضافية، فيما قال التلفزيون السوري إنه تم تعيين عمر غلاونجي الذي كان نائباً لرئيس الوزراء لرئاسة حكومة سورية موقتة.