أعلن رئيس الوزراء السوري المقال، رياض حجاب، اليوم، انشقاقه عن النظام السوري، بعد دخوله الأراضي الأردنية مع عدد كبير من أفراد عائلته والمقربين منه، إضافة إلى ثلاثة من الضباط المنشقين. وبعد أن فضلت الحكومة الأردنية التريث في التعليق على انشقاق حجاب ووصوله الأردن، كما أفاد به ل "الحياة" الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة، عاد المعايطة ليقول إن "رئيس الوزراء السوري رياض حجاب لم يدخل الأراضي الأردنية حتى الآن". وأضاف: "ربما يحاول الدخول إلينا في هذه الأثناء". وقال المتحدث الرسمي باسم حجاب، محمد عطري، في تصريحات خاصة ل"الحياة": "إن رئيس الوزراء المنشق دخل الأردن مع عائلته وأقاربه بعد فجر اليوم، عبر الشباك الفاصلة بين الحدود الأردنية السورية". وأوضح أن عملية الانشقاق "كان مخططاً لها منذ أكثر من شهرين، وأن النظام المجرم خيّر رئيس الوزراء المنشق بين القتل وقبول منصب رئيس الحكومة الذي كان أجبر على توليه". وأشار المتحدث باسم حجاب إلى أن الأخير كان يفكر بالانشقاق منذ اليوم الأول لتوليه منصب رئاسة الحكومة، لافتاً إلى أن حجاب سيخرج إلى العلن في أقرب وقت ممكن، كما ذكر. وقال أيضا: "تؤكد عملية الانشقاق هذه بأن النظام السوري إلى زوال... أيام قليلة تفصلنا عن معركة الحسم وسقوط الطاغية... ما جرى هو أكبر عملية انشقاق سياسي في العاصمة السياسية التي اهتزت على وقع النبأ". وزاد: "في هذه الأثناء، يعد بشار الأسد أيامه الأخيرة، فالعاصمة الاقتصادية حلب ستسقط قريبا بأيدي الثوار". ولاحقا قال عطري ل"الحياة" إن رئيس الوزراء المنشق "سيتوجه خلال اليومين المقبلين وربما الساعات المقبلة إلى العاصمة القطرية الدوحة"، فيما سيبقي على عدد من أفراد عائلته لا سيما أشقائه في الأردن. وأصدر حجاب بياناً صحافياً مقتضبا في وقت لاحق قال فيه: "يا أبناء الوطن أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب من تاريخ سورية، حيث القتل الوحشي والأعمال الهمجية بسبب مطالبة الشعب بحقوقه بالعيش الكريم". وأضاف: "أعلن انشقاقي عن النظام المجرم في سورية وانضمامي إلى صفوف الثوار وأبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة". وتابع: "حملت روحي على كفي من أجل هذه الثورة، لنقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا". ووصف حجاب نفسه بأنه "جندي من جنود الثورة". وختم بيانه بالقول: "عاشت سورية حرة أبية وعاش أبناء شعبنا الحر المغوار". وعن تفاصيل عبور حجاب إلى الأردن، قال علي الرفاعي أحد نشطاء الجيش الحر في مدينة درعا ل"الحياة" عبر الهاتف: "إن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد قامت ليل أمس بتطويق قرى درعا، بعد أن علمت بوصول حجاب إلى المدينة استعدادا لدخوله الأردن". وكشف الرفاعي أن حجاب كان برفقة ثلاثة من الضباط الكبار الذين أعلنوا انشقاقهم وعبروا إلى الأردن. وكلف الرئيس السوري بشار الأسد في السادس من حزيران/يونيو حجاب بتكليف الحكومة التي أعلن تشكيلها في 23 حزيران/يونيو. وفي تطور لاحق، قال المتحدث باسم تجمع "أحرار حوران" في درعا، محمد الحوراني، ل"الحياة" عبر الهاتف: "إن وحدات الجيش السوري الحر قامت صباح اليوم بنقل رئيس الوزراء المنشق والمرافقين له إلى الحدود السورية الأردنية، وقامت بتسليمه إلى الجيش الأردني عن طريق قرية الطرة الأردنية" التي تعتبر أقرب نقطة حدودية باتجاه الأردن. وأكد الحوراني أن مسؤوليين أردنيين سياسيين وأمنيين كانوا في استقبال حجاب على الحدود، وتم نقله بشكل مستعجل إلى مكان آمن، كما ذكر. مزيد من التفاصيل والحيثيات تجدونها غداً في صحيفة "الحياة". وفي ما يلي نبذة مقتضبة عن مسيرة رياض حجاب المهنية والسياسية (أ ف ب): ولد رياض فريد حجاب عام 1966، وشغل منصب رئيس وزراء سورية منذ 6 حزيران (يونيو) 2012. يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية. شغل مناصب عدة، منها رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بدير الزور منذ 1989 ولغاية 1998، ثم عضو قيادة فرع دير الزور لحزب البعث العربي الاشتراكي من 1998 حتى 2004، ثم أمينًا للفرع ذاته منذ 2004 حتى 2008، ثم محافظًا للقنيطرة منذ 2008 حتى 2011. وشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر والتي شكلت في نيسان (أبريل) 2011، واستمر وزيرًا حتى 6 حزيران (يونيو) تاريخ استقالة الحكومة وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. في 6 آب/اغسطس 2012، انشق رياض فريد حجاب عن النظام وغادر سورية مع عائلته الى الأردن. رياض فريد حجاب متزوج ولديه أربعة أولاد.