في كل سنة يطل علينا هذا الشهر الكريم، فيجود بكرمه في أن نكتب ولو نزرا يسيرا من الكلمات في فضله وذكرياته. في كل مرة نكتب فيها عنه نتصدر الموضوع بأحاديث عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فمن كلماته في شهر رمضان وفضل صومه، قوله (أيها الناس إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان فرض الله صيامه، وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كتطوع صلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور). ومن كلمات الإمام علي ( كرم الله تعالى وجهه)، قوله (عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الاستغفار فيمحو ذنوبكم). أما الأطباء فيقولون في فائدة الصوم (إن الصوم يقضي على البؤر الصديدية التي تكون داخل الجسم، وتصب إفرازاتها السامة في الدم، غير أن الإنسان لا يشعر بها، حتى يتضاعف خطرها، وفي الصوم عندما تقل المواد الغذائية في الجسم وتدب الأجهزة الداخلية في الاستهلاك، فتحتوي تلك الخلايا وتريح الإنسان من خطرها). وننقل كلام الطبيب الأميركي روبرت بارتول، حيث يقول(لا شك أن في الصيام من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات ومن بينها ميكروب الزهري، لما يتضمنه من إتلاف الخلايا ثم إعادة بنائها من جديد وتلك نظرية التجويع في علاج الزهري). وهنا نخرج من أقوال الأفراد إلى الأمثال وأقوال بعض الشعوب في الصيام وشهر رمضان المبارك، فعند الشعب اللبناني مثل يقول (الصحة في الصوم)، ومثل ورد في كتاب (الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية، للأديب السعودي عبدالكريم الجهيمان) يقول (رمضان عذر البخيل)، ويضرب هذا المثل للبخيل الذي يحاول أن يتذرع بأي سبب للتهرب من إكرام الضيف فهو يجد في شهر رمضان مبررا كبيرا فلا يقدم لضيوفه شيئا. وأخيرا مثل لإخواننا المصريين يقول (صامت يوم واتمخطرت للعيد) يعني كأنما المثل يقول صامت يوما فقط واستعدت للعيد. وفي نهاية المطاف نسأل المولى الكريم لجميع المسلمين، أن يصوموا هذا الشهر الفضيل وهم في وافر أمنهم وأمانهم وأن يوحد كلمتهم ويجمع شملهم.