الصيام هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وصيام رمضان ركن من أركان الاسلام، لابد من النية لصيام الفرض ولا يشرع التلفظ بها، وصوم رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم، فالكافر لا يصوم ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم ، كما أن الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم لكن يؤمر به ليعتاده والمريض مرضاً طارئا ينتظر برؤه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضي بعد شفائه والمجنون لايجب عليه الصوم ولا الاطعام عنه ،وإن كان بالغاً ومثله المعتوه الذي لا يميز والكبير الخرف الذي لا يدرك أما العاجز عن الصوم لسبب دائم كالمريض الذي لا يرجى شفاؤه أو الطاعن في السن يطعم عن كل يوم مسكيناً، وأما الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم تفطران وتقضيان الصوم بعد زوال السبب، والحائض والنفساء لا تصومان ولكن تقضيان ما فاتهما بعد ذلك، والمضطر للفطر لإنقاد معصوم من غرق أو حريق يفطر ويقضي والمسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر ويقضي صومه ، ويجب على الصائم ترك قول الزور والعمل به واللغو والرفث والكذب والغيبة والنميمة ، وإن سابه أحد فليقل : (إني صائم). ويباح للصائم أن يصبح جنباً والسواك والمضمضة والاستنشاق بلا مبالغة، والمباشرة والقبلة للكبير دون الشباب فيكره في حقه كما يباح تحليل الدم وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية ويباح قلع الضرس وتأجيل ذلك أولى .ويباح أيضاً تذوق الطعام شرط عدم دخوله الجوف، وله أن يفرش أسنانه بحذر وكذلك الاكتحال والقطرة ، ويسن تعجيل الفطر وتأخير السحور ويفطر على رطبات أو تمرات أو ماء ويدعو عند افطاره. ومن مفسدات الصوم الأكل والشرب عمداً لا ناسيا أو مكرها وتعمد القيء والجماع فإن حصل له ذلك فعليه كفارة مغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين متتالين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً كذلك يفسد الصوم الحقن المغذية وانزال المني يقظة باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم ونحوه أما الانزال بالاحتلام فلا يفطر لأنه بغير اختياره، كذلك حقن الدم، ومن صام ولم يصل لا يفيده صومه شيئاً مادام تاركاً للصلاة لأن الصلاة عماد الدين الذي يقوم عليه وتارك الصلاة محكوم بكفره والكافر لا يقبل منه لأن الصلاة هي الركن الأهم وهي العهد والميثاق فمن تركها فقد كفر. ويسن قيام الليل فرادى أو جماعات كما هو الحال في صلاة التراويح وصلاة التهجد، وصلاة التراويح ثمان ركعات وثلاث وتر، وفي العشر الأواخر 23 ركعة للتراويح والتهجد، وليس لها حد معين وعلى المسلم أن يكثر من الطاعة والعبادة والذكر والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وأعمال البر والصدقة يقول تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالطاعات وأنواع العبادات باب واسع في كل زمان ومكان لكن الأوقات الفاضلة كرمضان فرصة العمر التي يجب انتهازها وعدم اضاعتها بما لا يفيد المسلم في دنياه وأخراه ، فالحياة فرص والفرص ثمينة وفواتها لا يعوض واستغلالها دليل الحزم وعنوان العقل.