تصاعدت الأزمة السياسية القائمة بين صنعاء وطهران إثر الكشف عن خلية تجسس إيرانية يقودها أحد ضباط الحرس الثوري تعمل في اليمن منذ 7 سنوات، حيث توعدت صنعاء باتخاذ مزيد من الإجراءات لإجبار طهران على الكف عن التدخل في شؤونها الداخلية. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن صنعاء ترفض إجراء أي اتصالات مباشرة لتسوية الأزمة السياسية المتصاعدة بين البلدين على خلفية اتهامات الرئيس عبد ربه منصور هادي للنظام الإيراني بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية. وتشير المصادر ذاتها إلى أن السلطات اليمنية تمتلك أدلة دامغة تثبت تورط طهران في تمويل جماعات مسلحة للقيام بأنشطة تخريبية، وقالت إن الرد الإيراني الرسمي على اتهامات الرئيس هادي كان "فظاً ويعبر عن حالة من التعنت لدى القيادة الإيرانية، ما سيضطر القيادة والحكومة اليمنية إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة في حال لم تبادر طهران بإبداء القدر المطلوب من الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الخارجية اليمنية بادرت باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور وهو ما يتوقع معه قيام الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراء مماثل عملاً بمبدأ "المعاملة بالمثل". وأشارت المصادر إلى أن صنعاء ترفض تسليم معتقلين إيرانيين متهمين بالتورط في تكوين شبكة التجسس، وأن هؤلاء سيحالون إلى المحكمة بعد استيفاء التحقيقات الأمنية معهم، كما نفت وجود ترتيبات لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني إلى صنعاء بناء على طلب من طهران لبحث سبل تسوية الأزمة بين البلدين. وأكدت أن صنعاء ترفض استقبال أي مسؤول إيراني قبيل إبداء طهران موقفاً مغايراً يبرز جديتها في الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن. على صعيد آخر كشفت وزارة الداخلية عن تمكنها من إحباط مخطط إرهابي يستهدف مهاجمة مواقع أمنية وعسكرية ونقاط أمنية من خلال التنكُّر بأزياء وملابس عسكرية مختلفة. وأشار بيان صادر عن الوزارة إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة كشفت العملية عقب توجيهات صدرت لها في العاصمة ومحافظات البلاد كافة برفع حالة اليقظة في المقرّات والمواقع العسكرية والأمنية وكذا النقاط والمنافذ لمنع حدوث أي أعمال إرهابية محتملة.