لم يبد رؤساء الأندية الأدبية تفاؤلهم بنجاح مشروع وزارة الثقافة والإعلام لتفريغ المثقف، الذي كشف عنه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في ملتقى رؤساء الأندية في الطائف نهاية الأسبوع المنصرم. وكشف عدد من رؤساء الأندية جملة من المعوقات التي ستواجه المشروع وتجهضه وكان من أبرزها عدم وجود تعريف واضح للمثقف في حين يعتبر جميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أنفسهم مثقفين، إضافة إلى فقدان المثقف لكثير من المزايا الوظيفية والمادية في حال تفريغه من عمله الأساسي. وألمح رؤساء الأندية إلى أن المشروع قد يكتب له النجاح لو اقتصر على رؤساء الأندية والعاملين فيها بشرط أن يتم إعارتهم للأندية فترة دورة إدارات مجالس الأندية الأدبية أما تفريغ المثقف كمثقف حتى ولو لم يكن مرتبطا بعمل إداري في الأندية الأدبية فهو أمر في غاية الصعوبة. وقال رئيس نادي الحدود الشمالية ماجد المطلق إن تفريغ المثقفين أمر في غاية الصعوبة، فمعظم المثقفين والأدباء الموجودين من أعضاء هيئات التدريس، وربما يفقد المثقف الأكاديمي أشياء كثيرة بعد تفريغه، على الصعيدين المادي والمهني. من جهته، تساءل رئيس أدبي المدينةالمنورة الثقافي الدكتور عبدالله عسيلان "لا أدري هل يتاح التفريغ لكل مثقف أم لأصحاب المشاريع والمسؤوليات الثقافية المؤسساتية". وأضاف: "أتصور أن الأندية الأدبية لا يمنع أن يديرها من هو مرتبط بأي عمل آخر حيث لا يعيقه العمل عن القيام بدوره في إدارة النادي، ولذلك مشروع التفريغ لا أعتقد أنه سينجح لأن أعمال الأندية الأدبية في غالب الأحيان لا تحتاج إلى التفرغ التام". من جهته، يرى رئيس النادي الأدبي بالأحساء الدكتور ظافر الشهري، أن المثقف إذا لم يستوعب الهم الثقافي ويعمل لمصلحة هذا الكيان الكبير الذي هو الوطن ويسخر طاقاته الإبداعية والثقافية والفكرية لخدمة الفكر الثقافي والأدبي في هذه البلاد فلا فرق بين متفرغ وغير متفرغ. وأضاف: "الثقافة لا تعرف التفرغ؛ لكن الوزارة قد يكون لديها رؤى أخرى، فعمل الوزارة في النهار وتحتاج إلى الاتصال بالأندية فلا يجدون رئيس النادي بحجة أنه يعمل في جهة أخرى فربما الوزارة نظرت إليها من هذا الجانب، بحيث يكون تواصل مستمر بين رئيس النادي ومرجعه المباشر وكالة الوزارة للشؤون الثقافية". وقال الشهري "سواء فرغ المثقف أم لم يفرغ ؛ فهذا ليس الهدف وإنما الهدف هو ماذا قدم رئيس النادي أو مجلس الإدارة "، وأضاف "نحن في نادي الأحساء الأدبي نحاسب أنفسنا في كل شهر ما الذي قدمناه؟، وما مستوى هذا المنجز الذي قدم هل يرقى أن يكون مؤثرا في شرائح المثقفين أم أننا نقدم ثقافة مستهلكة؟ وأحسب أن ذلك في جميع الأندية الأدبية الأخرى". من جانبه، قال رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني "أنا أول من ينادي بتفريغ رؤساء الأندية الأدبية لأن رئيس النادي لديه من الأعباء والهموم الكثير، ونحن في الأندية أمام مناسبات ثقافية وفعاليات وأنشطة داخل النادي". وأضاف: سبق ورفعنا طلبا لتفريغ المثقف كمثقف، ناهيك عن عمله في الأندية الأدبية، ودار جدل كبير حول من هو المثقف؟ وما هي معايير اختيار المثقفين؟ وحول التعريف الدقيق للمثقف، فكان العذر في حينها أنه من الصعب الاتفاق على من هو المثقف. وقال الزهراني: نأمل أن يتم هذا المشروع ولكن في الواقع أنه سيطول، فما زالت هناك إشكالية حول من هو المثقف، وهناك عوائق كبيرة ستواجه المشروع من أبرزها تحديد من هو المثقف، والتفريغ لكي ينجح لا بد أن يكون بنظام الإعارة التي تمكن المثقف من الحصول على المزايا الوظيفية والمادية التي يحصل عليها في عمله الأساسي. أما رئيس النادي الأدبي بالقصيم، الدكتور حمد السويلم فيرى أن تفريغ رئيس النادي سيعود على النادي بفائدة كبيرة، حيث سيركز جهده حول أنشطة النادي. وقال: لو كانت الوزارة جادة في هذا الموضوع فإن وزارة التعليم العالي ستستجيب لكونها قامت بتفريغ عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات للعمل وانتدبتهم لرئاسة مجالس بعض الجمعيات الخيرية. وأضاف: لكن السؤال المهم الذي يجب أن تلتفت إله الوزارة هو هل سيحتفظ المثقف بالمميزات التي كان يحصل عليها في جهة عمله؟ وأضاف السويلم حول رأيه في المشروع عموما قوله: "لست متفائلا بهذا، لأن كل أستاذ جامعي يعتقد أنه مثقف، فهل ستفرغ الوزارة كل أعضاء هيئة التدريس؟. وذهب السويلم إلى أن هناك إشكاليات متعددة ستحول دون تنفيذ المشروع، وقال "لن تتم الموافقة عليه، لأن مصطلح ثقافة مصطلح واسع جدا".