فعن الجلسة الأولى وما أثير حول المعاناة المالية وقضية التفرغ يقول الدكتور عبدالله عسيلان رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي: إن قضية الدعم أزلية، وتثار في كل اجتماع، والوزارة تبذل جهدها لدى الجهات المعنية لدعم الأندية؛ ولكن لا تجد جهودهم أحيانًا صدى، لذلك الاندية تعاني معاناة كبيرة في تنفيذ برامجها لأن المعونة لا تحقق ما يطمح إليه النادي، فالمعونة يصرف الجزء الأكبر منها في الإيجار ورواتب العاملين، ولا يبقى للعمل الثقافي إلا جزء يسير، لهذا القلة تحد من الانطلاق في فضاء الثقافة بشكل أوسع، أما مسألة تفريغ رؤساء الأندية فقد أثيرت في الجلسة الأولى، وتحتاج لدراسة لأن بعض الرؤساء مرتبطون بأعمال أكاديمية في الجامعات، ومن الصعوبة أن يفرغ أستاذ جامعي يقدم رسالة علمية ومعرفية ليتفرغ لإدارة ناد، وليس هذا تقليلا من شأن الأندية، ولكن بالإمكان أن يقوم الأكاديمي بإدارة النادي، لأن لكل نادٍ جهازه الإداري هو من يقوم بالعمل تحت مظلة رئيسه ونائبه واختصاصاته منوطة به من خلال اللائحة. وعلى ذات المنوال يقول ماجد المطلق رئيس نادي الحدود الشمالية: لدينا طموحات وتطلعات ولدينا معاناة وهي المعاناة المالية التي لا نعيشها الآن بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين للأندية ولكن المستقبل هو ما نخشاه وفق الدعم المحدود من الوزارة للأندية، فمليون ريال لا تفي بنشاط الأندية ومرتبات من فيها وايضا مقارها سواء كانت منشأة او مستأجرة، فلدينا تحديات ومتطلبات الساحة الأدبية من ملتقيات ثقافية وطباعة كتب وكل ما يتطلبه المشهد الثقافي والمثقف. وحول التفرغ يضيف المطلق بقوله: هذا الأمر في غاية الصعوبة لأن بعض رؤساء الأندية والأدباء والمثقفين هم أساتذة جامعات وأعضاء تدريس والمردود المادي لأساتذة الجامعة لا يقارن بما يتلقاه رئيس النادي من مردود مادي ضئيل جدًّا مقارنة بما يتقاضاه هناك، لذلك لا أعتقد أن التفرغ مجد وفق ميزانية الأندية الضئيلة. ويؤكد الدكتور محمد الصالح رئيس أدبي الجوف ما ذهب إليه عسيلان والمطلق قائلاً: ما نعانيه حقيقة هو المسألة المالية لأن دعم الأندية السنوي لا يفي بتلك الطموحات والتطلعات، فالدعم لم يتغير منذ ثلاثين عامًا، وقيمة الريال تغيرت ولم تعد كما كانت، لهذا لو نظرت لمصروفات الأندية على موظفيها وعلى مبانيها لوجدت ثمة ما يقلق على الأنشطة الثقافية فلم يبق ما يقيم أنشطة وفعاليات تليق بالأندية وما تتطلع له، وأعتقد نحن بحاجة إلى ان تدرس الوزارة دعم الأندية وأن تنظر إلى ما تتضمنه الأندية من لجان وفروع لها ومقار تحتاج لمال وأيضًا موظفين يحتاجون مرتبات، فلكي نرتقي بالعمل الثقافي لابد أن نوفر له البنية التحتية والبنية البشرية وتلك لا تأتي إلا من خلال الدعم المادي الذي يفي بتلك البنية التي ستخلق حراكا ثقافيا وستوفر جوًّا ثقافيًا ليكون العمل والأداء الثقافي في قمة تفاعله ونشاطه، وبالتالي الميزان المادي يشكل تلك الصعوبة، ولكن ثقتنا كبرى في أن يكون للأندية مستقبل مادي مستقر يحقق الطموحات والآمال ولا يختلف الصالح في رؤية صعوبة لذات الأسباب التي أشار إليها سابقوه. رئيس نادي القصيم الأدبي حمد السويلم قال: ناقشت الجلسة الأولى قضايا متعددة أهمها أن يتكرر هذا الملتقى كل ستة أشهر وتستضيفه الأندية بالتتابع، وأن يستفيد كل ناد من الآخر وفق ما يقدمه وما يواجهه من تحديات وما يحققه أيضا من انجازات، والملتقى يمثل شريحة من الأدباء يمثلون تطلعات وآمال من وراءهم خاصة أعضاء الجمعيات العمومية الذين انتخبوهم وأوصوهم خيرًا، فالقضايا التي طرحت في الملتقى نوقشت بأريحية وبعمق وتوسع، ونتطلع أن تؤثر هذا النقاشات في مسيرة الثقافة في وطننا. كما طرح موضوع التفرغ ووجدنا أن هذا الأمر صعب التحقق، كما ناقشنا موضوع ميزانية الأندية واتفقنا على أنها ضئيلة أمام قامة وحجم الطموحات والتطلعات للمثقفين، فالأندية لديها مثقفون يستهلكون بمرتباتهم نصف تلك الميزانية ثم النادي لديه مطالبات واحتياجات تأخذ النصف الثاني ولم يبق للملتقيات والأنشطة الثقافية إلا شيء يسير لا يساع في تقديم فعل ثقافي يليق بالطموح، لهذا يلح رؤساء الأندية ان تزاد الميزانية بشكل كبير. وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت مساء الأول من أمس بفندق انتركونتيننتال بالطائف، وترأسها الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، كما حضرها مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني. حيث استهل الاجتماع بكلمة ترحيبية قدمها رئيس أدبي الطائف، لتنطلق الجلسة الأولى والتي تناولت الأنشطة الثقافية والملتقيات بين الأندية الأدبية والدعم المادي للأندية وكذلك الأسابيع الثقافية قدم فيها رؤساء الأندية اقتراحاتهم وأفكارهم، كذلك كرم أدبي الطائف في حفل أقامه مساء اليوم الأول من الاجتماع أربعة من أبناء الطائف ممن حققوا جوائز ومراكز ثقافية على المستوى العربي والمحلي وهم ماجد الثبيتي وسامي جريدي وجميلة العبيدي وأحمد الهلالي. فيما شهدت جلسة صباح أمس في ملتقى رؤساء الأندية الأدبية الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام مناقشة محاور هامة من أبرزها أداء الأندية الأدبية خلال الفترة الماضية وما واكبه من ملاحظات واللجان الثقافية في المحافظات ولجان النادي ودورها والعمل على الجوانب الاستثمارية في الأندية الأدبية، كما تم عقد جلسة للمشروعات المشتركة بين الأندية الأدبية والخيارات المتاحة للتعاون بين الأندية والإصدارات الأدبية والأسابيع الثقافية وجداول الملتقيات وتوزيعها بين الأندية والمشاركات الداخلية وتنسيق الاستضافات من خارج المملكة.