أظهرت النتائج أن تحالفا إسلاميا معتدلا بقيادة محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا، وقت الحرب تمكن من إلحاق الهزيمة بمنافسين إسلاميين في انتخابات تاريخية، لكن لم يتضح بعد من ستكون له اليد العليا في المؤتمر الوطني الجديد، مع تكالب جميع الأطراف على كسب ود أعضاء المجلس المستقلين. وبعد الإعلان عن كل النتائج مساء أول من أمس، حصل تحالف القوى الوطنية بقيادة جبريل، على 39 مقعدا من بين 80 مقعدا مخصصة للأحزاب في المجلس الذي يضم 200 مقعد. أما الذراع السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا، وهي أكبر حزب إسلامي في البلاد فقد حصلت على 17 مقعدا فقط في أول انتخابات حرة تشهدها ليبيا، والتي جرت في السابع من يوليو. لكن هذه الأرقام لن تترجم إلى أغلبية لجبريل، الذي ضمن تحالفه 20 في المئة فقط من مقاعد المؤتمر الوطني، الذي سيعين رئيسا للوزراء، ويسن القوانين، ويرتب لانتخابات برلمانية شاملة بعد أن تنتهي ليبيا من وضع دستورها الجديد العام القادم. وهناك 120 مقعدا في المؤتمر الوطني مخصصة لمرشحين مستقلين يصعب تحديد ولاءاتهم. وأعلنت أسماء الفائزين بتلك المقاعد أيضا في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، لكن لم تتضح بعد الكتل النيابية التي ستتشكل في المجلس. ووجه حلف شمال الأطلسي (ناتو) التهنئة لليبيا، بمناسبة إعلان نتائج الانتخابات، وقال الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوج راسموسين، في بروكسل أمس إن "هذه الانتخابات تعتبر بمثابة خطوة مؤثرة في عملية تحول ليبيا إلى الديموقراطية، بعد ما يزيد عن أربعين عاما من الديكتاتورية". ووجه وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله التهنئة لليبيا، وذكر متحدث باسم الخارجية الألمانية أن فيسترفيله قال في اتصال هاتفي مع جبريل إن"ملايين الناخبين قد وضعوا بأصواتهم حجر الأساس للتحول الديموقراطي في بلادكم". كما أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، عن تهانيه للشعب الليبي، وقال إنه يأمل في أن تعمل كل الأطراف السياسية الليبية لبناء دولة القانون والمؤسسات وتركيز الأمن والتنمية في ليبيا.