واصلت مفوضية الانتخابات الليبية إعلان النتائج الجزئية لانتخابات المؤتمر الوطني العام والتي يحقق فيها التحالف الوطني الليبي بقيادة رئيس الوزراء الانتقالي السابق الدكتور محمود جبريل نتائج ساحقة ضد منافسيه من الأحزاب الإسلامية. وتحدثت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن تواصل عمليات فرز النتائج أمس في مركز الإحصاء والمعلومات بالمفوضية العليا للانتخابات في طرابلس بحضور مراقبين محليين وملاحظين دوليين تمهيداً لإعلان المزيد من النتائج الأولية للمرشحين الأفراد والكيانات السياسية في عدد من الدوائر الانتخابية ال13 التي قُسّمت ليبيا على أساسها. وذكرت الوكالة أنه يتم حالياً حصر وفرز نتائج دائرتي الاقتراع في بنغازي وطرابلس والتي يتردد أن تحالف الدكتور جبريل يتقدم فيها في شكل كبير. ويُصر جبريل على أن تحالفه الوطني المتعدد الأحزاب ليس علمانياً أو ليبرالياً وأن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسة، وفق ما أوردت وكالة «رويترز». وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاماً من حكم الديكتاتور الراحل معمر القذافي. ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل إلى تحقيق فوز ساحق في منطقة جنزور بطرابلس ومدن زليتن ومسلاتة وترهونة والخمس في المنطقة الغربية بأكثر من ثلاثة أرباع الأصوات في تلك المناطق. أما في مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية فقد كان تكتل الاتحاد من أجل الوطن بقيادة عبدالرحمن السويحلي، في طريقه للفوز. ولم يحقق حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ولا جماعة الوطن الإسلامية التي يتزعمها قائد سابق لمقاتلي المعارضة أداء جيداً في النتائج الجزئية. وجبريل الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة ويجيد التحدث بالإنكليزية بطلاقة ويألف العواصمالغربية حيث أجرى معظم المهمات الديبلوماسية للمعارضة العام الماضي من المرجح أن يكون مقبولاً للحلفاء من حلف شمال الأطلسي والذين دعموا الانتفاضة لإطاحة القذافي. لكن محللين حذروا من أن عدد المقاعد المخصصة للأحزاب 80 فقط من بين 200 مقعد في المؤتمر الوطني المكلف اختيار رئيس للوزراء قبل الاستعداد للانتخابات العامة العام المقبل بينما تذهب المقاعد الباقية وعددها 120 للمستقلين. وقالت حنان صلاح من منظمة هيومان رايتس ووتش «لا نملك وسيلة لمعرفة كيف سينظمون (المستقلين) صفوفهم». وهناك تكهنات بأن جبريل الذي لن يكون هو نفسه في المؤتمر الوطني قد يسعى إلى دور أكبر لنفسه - وربما حتى كرئيس إذا تم وضع مثل هذا المنصب في دستور ليبي جديد يصاغ العام المقبل. لكن جبريل نفى هذه التكهنات وعرض إجراء محادثات مع كل الأحزاب التي تزيد على 150 في ليبيا لإقامة ائتلاف كبير. على صعيد آخر، مثل رئيس جهاز الأمن الخارجي سابقاً أبو زيد عمر دوردة أمس أمام محكمة استئناف طرابلس دائرة الجنايات الخاصة بمحاكمة كبار المسؤولين في النظام السابق. وقررت المحكمة إرجاء النظر في القضية إلى جلسة تُعقد في 28 آب (أغسطس) المقبل بناء على طلب الدفاع. وهذا الإرجاء هو الثالث للمحاكمة منذ انطلاقها في الخامس من حزيران (يونيو).