المملكة العربية السعودية، علامة فارقة ومهمة في مجال العمل الإنساني الذي أصبح يشكل فلسفة وممارسة فعلية قائمة على أسس ومعايير عالمية، حتى اتسعت الرقعة الجغرافية للمساعدات السعودية في كل أنحاء العالم، وأصبح العمل الإنساني ثقافة ذائعة الانتشار في أوساط المجتمع السعودي بكل فئاته، ضمن نهج إبراز صورة السعودية في المحافل الإقليمية والدولية، بوصفها من أكبر الدول المانحة في العالم، حتى إنها أصبحت تتصدر التقارير الدولية في حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية التي تقدمها، من خلال الحشد الفوري وتعبئة كافة الجهود للتدخل الإنساني السريع في الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والصراعات، أو عن طريق المساعدات الثابتة والمنهجية التي تقدمها بصورة دورية، لدعم مشاريع وبرامج تنموية تغطي مختلف القطاعات الحيوية في عدد كبير من دول العالم التي تحتاج إلى دعم إغاثي. وهنا يأخذنا الحديث عن دور السعودية في اليمن، الذي تربطه بالسعودية أواصر الأخوة والثقافة والجغرافيا، ولهذا فقد كانت ولا زالت المملكة العربية السعودية تقدم الدعم والمعونة لأبناء اليمن الشقيق بكل محافظاته ومدنه العريقة التي طالتها الأزمات وتحلقت بها من كل جانب. وقد عملت السعودية بكل مقوماتها المادية والمعنوية على إعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق، وإعادة بناء وإعمار ما دمرته الحرب لكي يعود اليمن إلى سابق مجده وعزته، وهذا كله نابع من رؤية سعودية قائمة على نجدة الشقيق والصديق، القريب والبعيد، بعيدًا عن أي حسابات سياسية، ودون أي شكل من أشكال التمييز العرقي أو الديني أو الطائفي أو الثقافي. وقد دأبت المملكة دوما على نجدة المحتاجين والمعوزين وتقديم كافة أوجه الدعم المادي والمعنوي لهم دون قيد أو شرط، وهذه هي مؤسسات السعودية العاملة والراعية للعمل الإنساني، متمثلة في البرنامج السعودي لإعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة اللذين قدما كل ما يمكن أن يقدم لليمن، فسارعت إلى تقديم المعونات الغذائية والصحية والتنموية والتعليمية والنفسية لأبناء اليمن وعملت على تقديم نموذج فريد من العمل الإنساني المتميز في شتى مناحي الحياة، من بينها الأبنية التعليمية التي شيدتها السعودية لأبناء اليمن لتزيد لديهم الوعي، وتنمي لديهم الثقافة وتحافظ على هويتهم العربية، إضافة إلى المستشفيات والعاملين بها، وتوفير العلاج والخدمات الصحية لهم، والذي افتتح به أقسامًا جديدة ساعدت على تلبية كافة متطلبات سكان اليمن، ولقد أصبح نموذج العمل الإنساني السعودي في اليمن نموذجًا مشرفًا يحتذى به عالميًا، بل اعتبرته هيئة الأممالمتحدة أنموذجًا للعطاء الإنساني، والتي أكدت أن السعودية شريك إنساني مهم، وداعم أساسي لجهود المنظمة حول العالم.