استطاعت المملكة أن تقدم نموذجاً حقيقياً وشامخاً بمواقفها الإنسانية الداعمة للدول العربية ومن خلال العالم أجمع حتى أصبحت رائدة العمل الإنساني ومن أكثر الدول التي تتصدر المبادرات الإنسانية الحاضرة بشكلها الحقيقي والعميق لمفهوم الدعم التنموي، الذي يصب في صالح البشرية جميعاً، هذا ما أكده عدد من الخبراء في المجال التنموي والإنساني والاقتصادي، ويأتي مثل هذا التأكيد من خلال الحديث عن أهم المبادرات التي قدمتها المملكة ومازالت تقدمها بيد مفتوحة للكثير من الدول، وهو المبدأ الذي اتخذته المملكة طريقاً ومنهاجاً في تعاملاتها الإنسانية بعيداً عن مبدأ الاختلاف أو الاتفاق مع تلك الدول التي تمر بظروف ونكبات إنسانية كبيرة، وتصدرت المملكة قائمة الدول الأكثر تأثيراً في دعم حملات مساعدات وبرامج تصب لصالح الإنسانية جميعاً. مملكة الإنسانية وقال فضل البوعينين - مستشار مالي ومصرفي -: إن المملكة ليست رائدة في العمل الإنساني فقط، لكنها تتصدر الدول الغنية في العمل الإنساني، وتأتي متصدرة في التصنيف العالمي فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي التنموي، مضيفاً أن من أكبر الأمثلة اليوم دعم المملكة لليمن وإغاثتها للشعب اليمني، كذلك البرامج النوعية التي تقوم بها هناك، ومنها برامج تنموية وتعليمية واقتصادية وعسكرية مرتبطة بجانب إنساني، يتعلق بنزع الإرهاب من داخل اليمن، وهذه من المشروعات الإنسانية التي تحمي المواطن اليمني من مشكلة الألغام التي تتسبب في وفيات كثيرة وإعاقة دائمة للأطفال والنساء والرجال، مبيناً أنه لا يوجد حملات إنسانية في العالم إلاّ وتكون المملكة سباقة في دعمها، بل إنها تفصل فصلاً تاماً بين مواقفها السياسية وبين الاحتياجات الإنسانية، فنجد أنها تقدم برامج إنسانية لبعض الدول تكون على خلاف سياسي معها، وهذا يؤكد على أن العمل الإنساني داخل المملكة يقوم على أسس إسلامية إنسانية بحتة، لذلك استحقت المملكة أن يطلق عليها عالمياً مملكة الإنسانية، مشيراً إلى أنه من الأمثلة المهمة فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية والدول مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي يقوم بدور كبير في إغاثة الدول الأخرى تعزيزاً للعمل الإنساني التنموي، وكذلك في الجانب الاقتصادي هناك صندوق التنمية السعودي، وهذا الصندوق ينفذ مشروعات تنموية كبرى للدول الإسلامية والعربية والدول المحتاجة، وهذه المساعدات تقوم على أسس تنموية تساعد على خلق تنمية حقيقية في الدول المستهدفة وخلق وظائف، وتقديم المعونة الاقتصادية. وأضاف أن المملكة تنطلق في معوناتها التنموية والإنسانية من مبدأ حاجة الدول في هذه المعونات، وليس من قدرة المملكة على تقديم هذه المعونات، لذلك نجد أن هناك استدامة في العمل الإنساني والمعونات السعودية، التي تقدم في الدول بغض النظر عن وضعية الوضع الاقتصادي العام داخل المملكة، لذلك حتى إن كان هناك أزمة اقتصادية نجد أن مثل هذه المساعدات مستدامة؛ لأن تلك الدول في أمس الحاجة لهذه الأموال التي تنفق عليها ابتغاء مرضات وجه الله سبحانه وتعالى. استشعار المسؤولية وأوضحت د. عبلة المرشد - كاتبة صحفية - أن الله - سبحانه وتعالى - وهب المملكة نعمة وشرف خدمة الحرمين الشريفين وحمايتهما لينعم بهما المسلمون كافة في أرجاء المعمورة، وليستمتعوا بالزيارة وأداء فريضة الحج ونسك العمرة في أمن وأمان ورعاية كريمة وترحيب من القيادة والمواطنين، مضيفةً أن ما وهبه الله لنا من نعمة ورفاه أتاحا وجود الإيرادات النفطية منذ أكثر من نصف قرن من الزمان وفي ظل قيادة حكيمة رشيدة جعلها تستشعر مسؤوليتها ودورها الوطني، والذي تبلور في مسيرة تنموية نعتز بنتاجها، وعطاء لا محدود لمختلف دول العالم الذي نرتبط بها بعلاقات دبلوماسية واجتماعية واقتصادية سواء مع دول الجوار في نطاقها الإقليمي من الدول العربية أو النطاق العالمي بما يضمه من دول إسلامية وغير إسلامية، مبينةً أن المملكة استشعرت مسؤوليتها الدولية في بذل المساعي كافة لنشر السلام والتسامح والأمن الدولي عبر علاقات دبلوماسية مميزة مع جميع دول العالم، لإيمانها بأهمية دورها كدولة رائدة في المساهمة بتحقيق استقرار اقتصادي وسياسي واجتماعي لجميع دول العالم، ذاكرةً أن المملكة قدمت المساعدات المختلفة لجميع دول العالم التي تحتاج ظروفها للدعم الإنساني دون تمييز طائفي أو عرقي أو ديني، سواء كان ذلك في نكبات حروب، فساهمت بالإسعافات والبناء والتعمير، أو نكبات كوارث طبيعية فساهمت بالإغاثة المادية كهبات نقدية وعينية، أو ما تحتاجه تلك الدول من مساعدات بشرية كأطباء وغيرهم، مشيرة إلى أن المملكة ساهمت عبر مؤسساتها الوطنية كصندوق التنمية الخاص في جهوده والموجهة أعماله إلى دعم وتنمية جميع دول العالم بصفة العموم والإسلامية والعربية خاصة، فأنشأت الطرق والجسور والموانئ والمطارات في كثير من دول إفريقيا وآسيا التي تحتاج ذلك ولا تملك تمويله. وأضافت أن المملكة دعمت جميع تلك الدول خلال هبات ومنح، أو قروض طويلة الأجل ودون فوائد تذكر، أو كمشروعات استثمارية تنموية تستفيد منها تلك الدول، أمّا اقتصادياً فنجدها تتحمل المسؤولية الإنسانية لحفظ الاستقرار والأمن للاقتصاد العالمي، فلم ترفع أسعار النفط للكسب الذاتي عند الأزمات، ورضيت بأسعار محدودة، بل تنازلت عن مكاسب مستحقة لها كإحدى أكبر وأهم دول العالم في إنتاج النفط؛ مقابل تحقيق استقرار وأمن اقتصادي لجميع دول العالم. حوار وتفاهم وأكدت د. عبلة المرشد أنه على المستوى السياسي فإن المملكة لم تبدأ بالاعتداء على الآخرين إطلاقاً، أو تتدخل في شؤون الدول الأخرى، حتى تلك التي تعمل على زعزعة أمننا الوطني، فالحوار والتفاهم أسلوبها ومبدؤها للوصول إلى حلول مرضية وآمنة لجميع الأطراف، بل هو ديدنها ودبلوماسيتها المتبعة، ولكنها بالتأكيد لن تقبل بالظلم والتدخل وتجاوز الحدود في محاولة نشر الفوضى وزعزعة الأمن في داخلها الوطني، مبينةً أن المملكة هي فعلاً مملكة الإنسانية، والإنسانية هي شعارها والإطار الذي تعمل تحت مظلته في جميع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع جميع دول العالم، لذلك يحق لنا الفخر بوطننا وقيادته كمواطنين ويحق للمسلمين أجمعين أن يفخروا ويعتزوا ويطمئنوا أن سخّر الله المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وحمايتهما من أي اعتداء كان، مضيفةً: "حفظ الله وطننا وقيادتنا من كل سوء وأدامها الله عزاً وسنداً وراية يجتمع تحت مظلتها العرب والمسلمون في أمورهم الخاصة وفي أزماتهم، وحفظها الله مرجعاً وقطباً دولياً فاعل،اً وسخرها المولى لحفظ السلام العالمي والأمن الإنساني لشعوب العالم". طابع أصيل وتحدثت هناء الزهير - نائب الرئيس التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة - قائلةً: إنه استشعار لدور المملكة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، وأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، فقد بادرت بعدة مشروعات وإسهامات إنسانية ضخمة، منها إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، مضيفةً أنه تبوأت المملكة العام الماضي المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم، وذلك طبقاً لإحصاءات منظمة الأممالمتحدة، وقد أصبحت الحملات الإغاثية الطابع الأصيل والرسالة الإنسانية الراقية للمملكة ملكاً وحكومة وشعباً، وستظل تقدم يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة - بمشيئة الله -، سائلين الله أن يحفظ مملكتنا الغالية، ويزرع الخير والسلام في العالم أجمع. مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن توزيع اللحوم تقديم خدمات طبية مساعدة الدول غذائياً