تعتبر المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رائدة في العمل الإنساني والإغاثي الخيري في جميع دول العالم، لإيمانها بمبادئها الإسلامية الخالدة، وضرورة الوقوف بجانب الإنسان أياً كانت هويته وموقعه، ويتعزز هذا المبدأ عندما يكون الإنسان عربياً ومسلماً. وتمتلك المملكة تاريخاً حافلاً بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وتعتبر من أوائل دول العالم التي تهرع بتقديم المساعدات عند وقوع الأزمات والكوارث الطبيعية، وتصل معوناتها لسائر دول العالم، ويتحول عطاؤها من مساعدات مالية إلى طعام للجياع، وكساء للعراة، ودواء تلتئم به جروح المصابين، ومأوى للمنكوبين، ويد حانية ترعى الأيتام الذين فرقتهم الكوارث والنكبات عن أسرهم، في أكثر من 100 دولة في العالم. ولعل حديث وزير الخارجية عادل الجبير على هامش جلسات المؤتمر العالمي الأول للعمل الإنساني، عندما أكد أن المملكة وعلى مدى أربعة عقود قدمت مساعدات إنسانية تجاوزت 110 مليارات دولار، جعلها تحتل المركز الثالث عالمياً في هذا المجال، خير شاهد على أن السعودية رائدة في العمل الإنساني. مساعدات دون منّة إلى ذلك، أكد الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية إحسان صالح طيب ل«عكاظ» أن المملكة تقدم مساعدات إنسانية لمحتاجي دول العالم كافة دون تسييس ومنّة. وأوضح أن تصريح وزير الخارجية عادل الجبير بأن المملكة الثالثة عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية، يأتي وفق أرقام وإثباتات تؤكد ذلك، لافتاً إلى أن المملكة من أسرع دول العالم في الاستجابة للحدث الإنساني، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميراً للرياض وهو يشرف على تقديم المساعدات الإنسانية التي وجدت التقدير من دول العالم كافة، لملامستها للجانب الإنساني. وبين أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تقف في كل الأوقات إلى جانب المتضررين من الاضطرابات السياسية في عدد من الدول، وتقدم عونها الإنساني بكل أشكاله، وتداوي الجرحى والمصابين، وتقدم الغذاء للفئات المحتاجة. مواقف إنسانية من جانبه، أكد سفير المملكة الأردنية الهاشمية في الرياض جمال الشمايلة ل«عكاظ» أن السعودية على مر التاريخ حريصة على ألا ترى مسلما جائعا في أي مكان في أرجاء العالم. ولفت إلى أن المعونات التي تقدمها السعودية لدول العالم تجسد المواقف الإنسانية لخادم الحرمين، وقال: «إن الحكام والمواطنين السعوديين حريصون على مساعدة أشقائهم والوقوف معهم في الظروف كافة». مضيفاً: «للسعودية وقفات إنسانية في دول العالم». شيم الكبار وأشاد وزير الدولة لشؤون الإعلام في مملكة الأردن المتحدث باسم الحكومة الدكتور محمد المومني بالدعم الذي تقدمه المملكة من أجل مساعدة الأردن على تحمل أعباء اللجوء السوري. مبينا أن هذا الدعم يجسد العلاقات السعودية الأردنية المتينة، ويعبر عن التزام السعوديين بنصرة جميع القضايا العربية والإسلامية. وأوضح أن السعودية لم تقصِّر يوماً في دعم القضايا والشعوب العربية، مضيفاً: «هذه شيم الكبار الذين نتشرف في الأردن بالعمل والتعاون معهم من أجل مواجهة تحديات الإقليم». وأكد المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية الدكتور بدر بن عبدالرحمن السمحان أن المملكة في مقدمة دول العالم التي أسهمت في تحقيق الشراكة العالمية في مجال الإغاثة الإنسانية. مبينا أن ذلك يتجلى من خلال قيامها بتقديم المعونات والمساعدات الإغاثية لتطوير الجوانب التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية. وأضاف أن المساعدات والمعونات الإنسانية التي تقدمها السعودية للدول المحتاجة بصفة عامة والدول المتضررة جراء الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية بصفة خاصة، تبرز من خلال اللجان والحملات الإغاثية المنتشرة في معظم الدول مثل الأردن، لبنان، تركيا، الداخل السوري، غزة، فلسطين، العراق، الصومال، الباكستان، أفغانستان، وغير ذلك من دول جنوب شرق آسيا. وأوضح أن توجيه خادم الحرمين باستمرار أعمال الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، يؤكد اهتمامه بتنفيذ برامجها بكل مهنية وشفافية لإيصال الدعم الإغاثي لمعظم الأسر السورية في دول اللجوء والنازحين منهم داخل الأراضي السورية.