حقيقة، ما نشاهده من أعمال جليلة للمملكة العربية السعودية في مجال المساعدة والإغاثة، يجعلنا نقدم الشكر والتقدير لحكومتنا، وهذا ليس بغريب على بلد التوحيد أولا، وعلى أبناء عبدالعزيز وأحفاده ثانيًا، وعلى الشعب السعودي الخَيّر بعمله وأفعاله ثالثًا، هذه الأعمال الجليلة، والأفكار المميزة، يجعلنّا نشعر بالفخر والاعتزاز. للمملكة مواقف مميزة في الدعم والمساعدة ودعمها لكل قضايا العالم، فمنذ تاريخ إعلان المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ووصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وأنامل العطاء ممتدة في كل اتجاه لتقديم المساندة والدعم للدول الشقيقة. نعم أنها مملكة العطاء والخير، مملكة السلام والإنسانية، هذا الخير يأتي انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي، فما قدمته وتقدمه المملكة من مساعدات إغاثية وإنسانية متنوعة شملت العديد من الدول النامية، ولا تزال جسورها الخيرية ممتدة بالعطاءات الإنسانية المستمرة. وبرغم الظروف التي نعيشها ويعيشها العالم، نجد المملكة حاضره بقائدها وشعبها تساند وتدعم، وها هي تنظم، مؤتمرًا افتراضيًا للمانحين لليمن مع الأممالمتحدة، للمساعدة والتخفيف على اليمن، وتعمل على دعم وتنسيق الجهود الأممية والدولية لتحسين الوضع الإنساني في اليمن، التي تواجه أسوء أزمة إنسانية في العالم، مع انتشار فيروس كورونا مؤخراً وأمراض أخرى. وبجهود المملكة، سعت في المؤتمر لجمع نحو 2.4 مليار دولار، لتوفير نفقات أكبر عملية إغاثة تشهدها الإنسانية، وتأتي دعوة المملكة لعقد المؤتمر امتدادًا لمساهمتها الإنسانية والتنموية عالميًا وفي اليمن على وجه الخصوص، حيث تعد المملكة الدولة الأولى المانحة لليمن تاريخيًا، وخصوصًا في السنوات الخمس الماضية، بتقديمها مساعدات إنسانية وإغاثية ومعونات للاجئين اليمنيين، ومساعدات تنموية من خلال إعادة الأعمار ودعم البنك المركزي اليمني. ومن لها غير مملكة الإنسانية، فهذا العمل بالفعل يجسد مواقف المملكة الداعمة للشعب اليمني الذي يواجه ظروفاً صعبة وأوضاعا غير مستقرة تتطلب دعماً عاجلاً وتدخلاً سريعاً ومستمراً من الهيئات والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية"، دور المملكة في دعم وتمويل المشروعات الإغاثية والتنموية في اليمن كان ولا يزال محوريا ورئيسا، حيث تعمل المنح السعودية على تلبية الاحتياجات والخدمات الأساسية للمواطنين اليمنيين بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية المتخصصة التابعة للأمم المتحدة. جهود تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين نقف لها تقدير واحتراما، وليعلم الجميع حجم المساعدات التي تقدمها المملكة والتي تبلغ 46.82 مليار دولار مساعدات إنسانية وتنموية قدمتها للعالم، وندعو الله بأن يكلل المؤتمر بالنجاح والوصول للهدف الأسمى ووقوف جميع الدول المانحة بالمبادرة ودعم الجهود الرامية لنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير بالوقوف مع اليمن وشعبه الكريم. المتأمل بالفعل لمملكة العطاء يرى المساعدات والجهود والمواقف المشرفة، التي لا يحصيها مقال، مما يؤكد وقوف السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بتوجيهاته الأبوية، الحانية والحكيمة مع جميع الدول، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بنظرته الحكيمة الثاقبة، لما فيه مصلحة المسلمين.