حينما تصل إلى جنبات سوق الفل المركزي كما يطلق عليه في سوق اليمنة بجدة، فعليك أن تعلم أولاً أن اتجاهات العمليات الشرائية "للفل" لم تعد محصورة في حفلات الزواج والمناسبات العامة، بل تحولت بشكل مباشر إلى أحد أركان العملية السياحية في صيف "جدة غير 33". ورغم وجود "الباعة المتجولين" في جغرافية المدينة الساحلية جدة ككل، وتحديداً في تقاطعات شوارعها الرئيسية، إلا أن الكثير يفضل الذهاب إلى هذا السوق لجودته وأنواعه الكثيرة المختلفة وأسعاره المنخفضة عن خارج نطاق السوق. هنا بين الممرات الضيقة التي تنتشر بين يمناها ويسراها محلات بيع الفل، يداهمك وأنت تأخذ طريقك صوبها عبق ريح الفل المنتشر بنسماته بين أرجاء المكان، وبين ذلك كانت السيدة جود العمري تفاصل أحد البائعين على شراء فل يسمى محلياً ب"الكبش"، حيث كانت مفاضلتها له مع أنواعه المختلفة المديني (10 ريالات)، والعادي (15 ريالا)، والهندي (50 ريالا)، والملكي (80 ريالا)، استقر رأي جود العمري على شراء العقد الهندي الذي كانت ستهديه إلى إحدى قريباتها القادمات من الدمام، كعربون وداع كما قالت في حديثها إلى "الوطن". يضيف البائع الهندي إقبال أن: "زبائنه الذين يحضرون إليه، أصبحوا لا يتحدثون عن إهداء العقود في الأعراس أو المناسبات الخاصة، بل يصرون عليه تحضير عقود الفل لأقاربهم من زوار جدة سواء من داخل أو خارج المملكة"، ويضيف :"وأكثر ما يطلبونه هو عقد الكبش لسعره المنخفض نوعاًَ وجمالية شكله". نوعان رئيسيان يتصدران المشهد في سوق الفل هما "العريشي" القادم من مدينة أبوعريش (شرق منطقة جازان)، وهو أجود أكثر الأنواع المطلوبة من قبل المشترين لرائحته القوية وحبته البيضاء، وفقاً لحديث أحد أصحاب المحلات محمد العريشي. "الفل العريشي أو الجازاني" يمر حالياً بفترة إنتاج قليل للأجواء الصيفية الحارة التي تشهدها منطقة الإنتاج، مما يرفع سعر كيلو حباته من "30 إلى 200 ريال" تقريباً وهو ما يعني 6 أضعاف سعره الأصلي. أما النوع الثاني المنتشر بكثرة هو "الفل اليمني"، وتتراوح أسعاره ما بين 10 إلى 30 ريالا للعقد المميز، ويعتبر فصل الصيف هو الشهر الأكثر حركة في نشاط تجارة بيعه، إلا أن أكثر من محل أبدوا ضيقهم من قصر "الإجازة الصيفية".