على الرغم من أن فصل الصيف في المملكة يشهد ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة باستثناء المرتفعات إلا أن هناك أماكن تتميز باعتدال الأجواء، ومنها ينبع التي تعد قبلة الزوار والمصطافين. فالزائر لها خلال تلك الأيام يلاحظ إقبالا كبيرا عليها من الزوار من كل مكان، ليستمتعوا بأجوائها الجميلة وطبيعتها الخلابة، ففيها الهواء العليل والظل الظليل. وللجلوس على الشواطئ حكاية أخرى، فها هي الحدائق الشاطئية منتشرة على الواجهات البحرية تبعث على الهدوء والطمأنينة والاستجمام بعيدا عن الصخب والضوضاء. فأول ما يستذكر المتجه إليها رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح التي ذاع صيتها منذ أن نشرت في الستينات، حيث يرى في موقعها المتسيد على شاطئ البحر عنصر جذب يأخذ الألباب. ومما يلفت انتباه الزائر منظر السيارات التي تقل المصطافين والزوار على الطرقات المتجهة إلى ينبع، حيث تشبه أسراب الطيور العائدة إلى وكناتها في المساء. وبالنسبة للمتنزهات فتعج بروادها من منطقة المدينة والقصيم وجدة، الذين يفضلون قضاء فترة الصيف في هدوء وسكينة، خاصة أن هناك جسرا لعبور السيارات يربط تلك المتنزهات بجزيرة المحار التي توجد بها مواقع مظللة تطل على المناظر المحيطة بها، ومرسى مؤقت لخدمات قوارب الصيد والنزهة، ومنطقة مخصصة لممارسة مختلف النشاطات والرياضات البحرية والمائية التي يمارسها المقيمون في المدينة وزوارها. يذكر أن الهيئة الملكية بينبع تضع إستراتيجية لتحفيز السياحة وخدمة السائح والمصطاف في مكان وجوده من خلال تقديم مختلف الخدمات التي يحتاجها. وقد اختارت مواقع عدة بمدينة ينبع الصناعية لإنشاء عدد من المتنزهات والشواطئ وتجهيزها بأماكن الجلوس ومناطق التنزه المشجرة والمرافق الخدمية الأخرى التي جرى تصميمها بحيث تضفي مزيدا من الجمال على مشهد الساحل والشواطئ المخصصة للمتنزهين من سكان المدينة وزوارها على مدار العام. كما قامت الهيئة بإنشاء عدد من الأماكن الترفيهية وتجهيز الكورنيش وتطوير الخدمات وإنشاء الحدائق والتشجير، وبناء المظلات على الشاطئ وملاعب الأطفال. ويتولى مركز المعلومات السياحية في مدخل المدينة إرشاد الزوار والمتنزهين للمناطق السياحية والحدائق والمطاعم والفنادق وغيرها من الخدمات التي تهم السائح وتلبي رغباته. يشار إلى أن المؤشرات السياحية بينبع أحرزت خلال السنوات الماضية تقدما في أعداد السياح والمصطافين من خلال عدد من المشاريع والمرافق والمنشآت السياحية والترفيهية والتجارية ومراكز الخدمات المساندة التي يمكنها تلبية متطلبات واحتياجات التدفق المتزايد للسياح والزوار، مما أهل ينبع أن تكون خامس وجهة سياحية، حسب إحصائية رسمية للهيئة العليا للسياحة. وتحتض ينبع أماكن تراثية تتمثل في المنطقة التاريخية التي يقبل عليها الزوار، كما تتميز بعدد من المقومات كالمطار الإقليمي الذي سهل الوصول إليها، حيث ينتظم من المطار وإليه عدد من الرحلات الدولية وبخطوط نقل مباشرة لعدد من الدول، والميناء التجاري الذي يشهد حركة ملاحية دؤوبة لنقل البضائع والمعتمرين، وربط محافظة ينبع بعدد من الطرق السريعة بين جدةوالمدينة والقصيم والشمال.