لقن فريق بايرن ميونيخ الألماني نظيره برشلونة الإسباني درسا في فنون كرة القدم بالفوز عليه 8-2 في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ليحجز لنفسه مقعدا في المربع الذهبي. وسجّل توماس مولر (4 و31)، والكرواتي إيفان بيريشيتش (21)، وسيرج غنابري (30)، وجوشوا كيميش (63)، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي (84) والبرازيلي فيليبي كوتينيو (85 و89) لبايرن والنمسوي دافيد ألابا (7 خطأ في مرمى فريقه)، والأورغوياني لويس سواريز (57) لبرشلونة. ويلعب بايرن الأربعاء في نصف النهائي مع الفائز من مباراة السبت بين مانشستر سيتي الإنكليزي وليون الفرنسي، في حين يتواجه لايبزيغ الألماني مع باريس سان جرمان الفرنسي الثلاثاء في نصف النهائي الاخر. وبغض النظر عن نتيجة مانشستر سيتي وليون، فان بايرن ميونيخ هو الفريق الوحيد الذي توج بلقب المسابقة القارية سابقا. وبهذا الفوز المدوي الذي ذكّر بفوز المانيا عل البرازيل 7-1 في عقر دار الاخيرة في مونديال 2014، فرض بايرن ميونيخ الفائز بالدوري الالماني والكأس المحلية، مرشحا قويا لاحراز اللقب القاري وتكرار انجازه عام 2013 عندما احرز الثلاثية. واذا كان الفريق البافاري قدم مباراة مثالية، فان برشلونة قدم له هدايا عديدة من خلال اخطاء صبيانية ارتكبها دفاعه. أما برشلونة الذي عانى كثيرا هذا الموسم محليا وخسر الدوري في امتاره الأخيرة امام غريمه التقليدي ريال مدريد فخرج مطأطأ الرأس ولا شك بأن مدربه كيكي سيتيين الذي استلم تدريبه منتصف الموسم الحالي سيدفع ثمن هذه الخسارة الفادحة وغير المسبوقة على الصعيد الاوروبي. والخسارة هي الأولى للفريق الكاتالوني في دوري الابطال هذا الموسم. ظهر ال"بلاوغرانا" بصورة لا تليق باسم الفريق العريق الذي يضم في صفوفه نجوما كالأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب لقب "أفضل لاعب في العالم" وسواريز. وكانت تشكيلة المدرب سيتيين بلا حول ولا قوة أمام الضغط الذي مارسه لاعبو هانزي فليك منذ صافرة البداية. ولم يمنح الفريق البافاري نظيره الكاتالوني الوقت الكافي للدخول في أجواء المباراة إذ احتاج لأربع دقائق فقط لهز شباك الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن عن طريق مولر الذي استلم تمريرة عرضية من الكرواتي إيفان بيريشيتش فلعبها سريعة مع البولندي روبرت ليفاندوفسكي اختتمها مولر بتسديدة يسارية لا ترد. وكان مولر يخوض مباراته الرقم 113 لينفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات القارية في صفوف فريقه بعد أن كان يتقاسم الرقم مع قائد بايرن ميونيخ لاسابق فيليب لام. وقال مولر الذي اختير افضل لاعب في المباراة "من الصعب جدا شرح ما حصل. فريقنا كان في حالة لا تصدق. لدينا 12 او 15 لاعب يستحقون الفوز بهذه الجائزة ونحن نعمل متكاتفين وبالتالي يصعب التغلب علينا". وأضاف "استمتعنا كثيرا بهذا الفوز، لا يهم من سجل الاهداف، الاهم كنا نواجه فريقا عريقا وكان يتعين علينا ان نكون شرسين في مواجهته". فرحة بايرن لم تدم كثيرا، إذ اهتزت شباك مانويل نوير في الدقيقة السابعة ب"النيران الصديقة" عن طريق المدافع النمسوي ألابا الذي حاول تشتيت تمريرة جوردي ألبا العرضية إلى داخل منطقة الجزاء. وخطف غنابري الكرة من بين قدمي سيرجي روبرتو وتخطى البرتغالي نيلسون سيميدو ومررها إلى الكرواتي ايفان بيريشيتش المعار من إنتر ميلان الإيطالي فتقدم بها وسددها خادعة في الجهة العكسية حاول تير شتيغن صدها لكنها ارتطمت بقدمه وثم بالعارضة وارتدت إلى داخل المرمى (21). ورفع غنابري النتيجة إلى 3-1 بعد تمريرة متقنة من ليون غوريتسكا تخطى على اثرها المدافع الفرنسي كليمان لانغليه وسدد بعيدا عن متناول تير شتيغان (27). ولم يكتف مولر بفارق الهدفين ضد فريق لديه ميسي وسواريز فاضاف الهدف الرابع من تسديدة من مسافة قريبة على يمين الحارس الألماني (31). وهو الهدف السادس لمولر في مرمى برشلونة في خمس مواجهات في دوري الأبطال. وتعود المرة الأخيرة التي تلقى فيها برشلونة أربعة أهداف في الدقائق ال31 الأولى في أي مسابقة إلى كانون الثاني/يناير 1951 عند خسارته امام غريمه ريال مدريد 1-4 على ملعب سانتياغو برنابيو. واعتقد سواريز أنه أعاد الأمل لبرشلونة في الدقيقة 57 بتقليصه الفارق إلى هدفين، بعدما راوغ جيروم بواتينغ وسدد على يسار نوير، لكن مجهوده ذهب سدى بعدما رد عليه بايرن بأربعة أهداف استهلها جوشوا كيميش من تسديدة من مسافة قريبة بعد مجهود أكثر من رائع للكندي ألفونسو دافيس (63). ودون ليفادوفسكي اسمه في سجل المباراة بتسجيله الهدف السادس من ضربة رأسية بعد تمريرة من البديل كوتينيو (82) رافعا رصيده في المسابقة الى 14 هدفا وبات يحتاج الى 3 اهداف لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم البرتغالي كريستيانو رونالدو (17 هدفا).، قبل أن يضيف هذا الأخير الهدفين الأخيرين (85 و89). وهو الهدف التاسع والثلاثون لبطل الدوري الألماني هذا الموسم في دوري الأبطال، ليسجل بذلك أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد. واعتبر مدافع برشلونة جيرار بيكيه فقال "لقد بلغنا الحضيض. انها مباراة رهيبة، شعور مهين. النادي في حاجة الى تغيير وهنا لا اتحدث عن المدرب او اللاعبين لكن من ناحية الهيكلية. لسنا على الطريق الصحيح. يتعين علينا لاقيام بمراجعة داخلية ونقرر ما هو الافضل للنادي. ما حصل امر غير مقبول بالنسبة الى ناد بحجم برشلونة". ويختتم ربع النهائي غدا السبت حيث يلعب السيتي وليون على ملعب خوسيه ألفالاد في لشبونة. ونقل الاتحاد القاري للعبة (ويفا) مباريات ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة الختامية إلى البرتغال بعدما أدخل تعديلا على نظام البطولة في نسختها الحالية، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بتوقف البطولة لقرابة خمسة اشهر. وتقام البطولة المصغرة بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة عوضا عن ذهاب وإياب، وبغياب الجمهور إذ تقام المباريات خلف أبواب موصدة.