هدد الرئيس التركي مجدداً بتطبيق ورقة اللاجئين الأفارقة في مواجهة أوروبا الرافضة لتواجده في ليبيا، على غرار تجربة اللاجئين السوريين، ويحذر بنشر الفوضى على حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله، في حال لم يتم تحقيق التهدئة في طرابلس، وتزامنت تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مباحثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول مستقبل اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لينقل للأوروبين المناهضين لتواجد أنقرة في ليبيا أن تجربة إغراق القارة العجوز باللاجئين السوريين تبدو ماثلة أمام عينيه في حال لم تتوقف بروكسل عن انتقاداتها. ولوّح الرئيس إردوغان على هامش لقائه في إسطنبول المستشارة الألمانية بما وصفه بحالة من الفوضى ستؤثر على حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله، في حال لم يتم تحقيق التهدئة في ليبيا، وأكد أن تركيا ستواصل دعمها لحكومة السراج. الحوافز المالية ووافق الاتحاد الأوروبي في عام 2016 على منح تركيا ما يصل إلى 6 مليارات يورو "6.6 مليارات دولار" لمساعدتها على إيواء اللاجئين السوريين وغير ذلك من الحوافز لإقناع الحكومة في أنقرة بوقف المهاجرين، لكن إردوغان كثيرا ما يتهم الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بجانبه من الاتفاق، وهدد في الماضي ب"فتح البوابات" أمام المهاجرين للمغادرة إلى أوروبا. ويرى المراقبون أن تركيا قد تبحث في المستقبل الحوافز المالية ذاتها مع أوروبا بعد مسكها بمفاتيح طرابلس وحوض المتوسط، وتكرار تجربة تهديد القارة الشمالية بفتح أبواب البحر الأبيض المتوسط أمام المهاجرين الأفارقة وزوارق الموت التي تتكدس على سواحل دول الشمال الإفريقي. وتبدو جهود إردوغان للهيمنة على جنوب حوض المتوسط واضحة أمام المراقبين، في ظل محاولات أنقرة لضم الجزائر وتونس في الاتفاق المثير للجدل بين الرئيس التركي وفايز السراج أو تحييدهما، ما يتيح لتركيا تسلم مفاتيح الممر المائي الذي يقلق أوروبا بالهجرة غير الشرعية. مرتزقة أنقرة وتدعم أنقرة حكومة السراج التي تعتمد على الميليشيات، وأبرمت معها مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود والتعاون العسكري، الأمر الذي أثار إدانات إقليمية ودولية، وأثار المخاوف من تدخل عسكري تركي وشيك يزيد الأوضاع سوءا في ليبيا. وتقول تركيا إن لديها مستشارين في ليبيا، لكن الجيش الوطني يؤكد أن هؤلاء ضباط يديرون المعارك ويشرفون على المرتزقة السوريين الذين جلبهم أردوغان للبلاد. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في وقت سابق أن تركيا تواصل إرسال مرتزقة إلى ليبيا عبر رحلات جوية، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600. وفي وقت سابق من يناير الجاري، أعلن الجيش الوطني وقفا لإطلاق النار في المنطقة الغربية من ليبيا، حيث توجد العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لفايز السراج، ولكن أعلن الجيش في وقت لاحق أن الميليشيات خرقت وقف إطلاق النار مرارا. خروقات جديدة ميدانياً، تجددت الاشتباكات العنيفة، أمس، في أغلب محاور العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات الجيش الوطني الليبي من ناحية، وقوات حكومة الوفاق، في خروقات جديدة للهدنة، حيث استمرت الاشتباكات لساعات طويلة منذ مساء الخميس وحتى صباح أمس. وبحسب مصدر عسكري تابع للجيش الليبي، فإن الاشتباكات تجددت، بشكل عنيف؛ بعد انتهاك قوات حكومة الوفاق لهدنة وقف إطلاق النار، التي أعلنها الجيش الوطني الليبي بناء على دعوة دول صديقة وشقيقة، وفق بيانات عسكرية سابقة. وقال النقيب سالم بن حميد من قوات الجيش الوطني الليبي في تصريح للصحفيين إن "قوات حكومة الوفاق اعتمدت في هجومها على قذائف الهاون، والتي يعمل عليها عناصر أتراك وسوريون تم جلبهم، خلال الأيام الماضية"، مشيراً إلى أن الكتيبة 210 مشاة أفشلت هجوما لحكومة الوفاق، وأسفر عن مقتل 6 عناصر من المرتزقة. مؤشرات حول تطبيق أنقرة تجربة اللاجئين - التلويح أمام ألمانيا بحالة الفوضى في ليبيا وحوض المتوسط - إصرار تركيا على دعم حكومة السراج بالمرتزقة - محاولات إردوغان ضم الجزائر وتونس لاتفاقه مع السراج - تذكير أوروبا باتفاق الهجرة بالتزامن مع مباحثات ليبيا