ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى للوصول إلى حلول من شأنها تأمين سرقة النفط الذي يستولي عليه منذ الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، فمنذ نهاية نوفمبر من العام الماضي حاول أردوغان دون كلل شرعنة إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا بذريعة الاتفاق الأمني الموقع مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في استمرار لسياسة استفزازِ الشارعِ الليبي ومؤسساته العسكرية. وكان أردوغان قد أكد يوم الأحد أن تركيا وليبيا قد تعملان مع شركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في أعقاب إبرام اتفاق بين أنقرة وحكومة طرابلس لترسيم الحدود البحرية. ومن جانبه أوضحت قناة «لا سيكستا» الإسبانية إن حكومة الوفاق الوطني تقاتل ضد قوات المشير خليفة حفتر في محاولة للسيطرة على البلاد، بمساعدة من الرئيس التركي الذي يسعى لنشر الفوضى والإرهاب للحصول على النفط الليبي وتقاسمه. وقال الخبير خيسوس نونيز من معهد النزاعات والعمل الإنساني إن «الحرب التي تعيشها ليبيا «مرعبة» خاصة وأن المطامع تزداد، حتى أصبحت المواجهات مع المرتزقة»، مشيراً إلى أن أردوغان قال «سنزيد دعمنا العسكري لليبيا براً وبحراً وجواً»، ولكن في حقيقة الأمر هو يحاول السيطرة على البلد من خلال نشر الفوضى، والاستفادة من ليبيا غير المهيكلة كلياً، فهو يحاول الحصول على إيرادات من البلد الذي يعاني كثيراً». من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي أن جنوداً أتراك بدؤوا بالفعل التوجه إلى ليبيا بشكل تدريجي، وذلك بعد أن أقر البرلمان التركي الخميس الماضي الموافقة على إرسال قوات إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني، وأكد أردوغان عدم انزعاج بلاده من الإدانات الدولية لقرار إرسال القوات التركية إلى ليبيا. وفي آخر إحصائية له، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المرتزقة السوريين الموالين لتركيا الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 1000 مقاتل، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق «درع الفرات». ورغم الحملة الإعلامية العربية والدولية الكبرى التي تفضح هذه الممارسات خاصة بعد سقوط مقاتل سوري من صفوف فصيل «السلطان مراد» أحد أبرز الفصائل التي أرسلت مقاتلين للقتال في ليبيا، خلال الاشتباكات الدائرة في العاصمة طرابلس، إلا أنه ما زال يجري نقل هؤلاء المرتزقة بشكل مكثف من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم في الوقت الذي تتواصل عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع. وشدد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أن الجيش والشعب على أتم استعداد لمواجهة الغزو التركي، مشيراً إلى أن المعركة في ليبيا لم تعد معركة تقليدية بعدما أصبحت ضد دول داعمة للميليشيات، وفي مقدمتها تركيا.