أكد أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان أبها الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أن جهودا تبذل لإنشاء مطار دولي في أبها يحمل هوية عسير السياحية، ضمن عدة تطلعات تنموية من شأنها إحداث نقلة نوعية في مسيرة القطاع السياحي بالمنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أمير عسير أمس بفندق قصر أبها بمناسبة إطلاق فعاليات "مهرجان أبها يجمعنا لعام 1433"، واستشراف الرؤية المستقبلية للسياحة في المنطقة. ولفت الأمير فيصل بن خالد، إلى أن التطلعات التي يجري العمل لتحقيقها تحظى بدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ومن أبرزها: تطوير الخدمات والمرافق السياحية، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الفندقية، وتحسين الطرق الإقليمية والرفع من جودتها، وإقامة المراكز الخدمية على الطرق ومداخل المنطقة، وتحسين وسط مدينة أبها ليواكب التطور القائم في أواسط المدن العالمية، والعمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار على رفع جودة الخدمات السياحية في مراكز الإيواء، وتوجيه الشباب للعمل في القطاع السياحي بوصفه قطاعا حيويا مهما، وموفرا للفرص الوظيفية، وتحسين مداخل المنطقة البرية والجوية من خلال مراكز الخدمة على الطرق السريعة، وإنشاء مراكز للمعلومات وتطوير خدمات المطاعم والسكن المميز، والقضاء على الموسمية من خلال إقامة برامج على مدار العام تشتمل على مهرجانات وفعاليات ومعارض. وقال سموه: إن من ضمن التطلعات أيضا تشجيع استضافة المؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية من خلال ما ستوفره المنطقة من مواقع وإمكانات سياحية تسهم في تقديم هذه الخدمة بشكل جيد، وتشجيع الاستثمارات السياحية في الفنادق بكافة درجاتها، وتعزيز الموارد الداخلية لخدمة العمل السياحي في المنطقة من خلال البحث عن مصادر جديدة للدخل لدعم خطط وأعمال مجلس التنمية السياحية، والاهتمام بالحرف والحرفيين والموروث الشعبي ومساعدتهم على تقديم منتجاتهم بشكل احترافي يحقق عائدا اقتصاديا لهذه الأسر، مبديا تفاؤلا بتحقيها، مفضلا عدم تحديد مدة زمنية لانتهاء تلك المشاريع وأن يركز على العمل الجاد والمخلص. مرحلة صعبة واعترف أمير عسير، بصعوبة المرحلة الحالية، وقال: "أؤمن أن المرحلة التي نعيش فيها الآن تماما بأنها مرحلة صعبة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود، ومن هنا فلقد وضعت أسلوبا إداريا يتماشى مع ظروف هذه المرحلة ويسهم في دعم تطلعاتنا ويحقق آمالنا مع السرعة في الإنجاز، وهذا الأسلوب يعتمد على العمل الجماعي والاعتماد على الشراكة واللامركزية وسعيا إلى التخطيط السليم وتطوير البنية التحتية وتوزيع المهام والمسؤوليات وتشجيع المبادرات - وبإذن الله - سنصل بعسير إلى العالمية وهذا حلم ومن حق كل واحد منا أن يحلم". الاستثمار السياحي وأشار الأمير فيصل بن خالد، إلى أن الاستثمار السياحي في المنطقة رافد لتحقيق التنمية السياحية المنافسة، وقال: "أنا هنا لن أكل أو أمل من دعوة رجال وسيدات الأعمال للاستثمار في عسير، خاصة وأن هناك عددا من المشاريع الاستراتيجية في الوجهة الجبلية والبحرية مثل: مدينة التسوق بأبها، ومدينة الشباب بالحبلة، والقحمة الساحلي، والجرة السياحي، والقرعاء السياحي، ومتنزه الأمير سلطان السياحي، وتأهيل وتطوير قرية رجال ألمع، وتأهيل سوق محايل الشعبي، وتأهيل السوق الشعبي بظهران الجنوب"، مشددا على أن مهرجان البادية في بيشة يكمل عقد السياحة المستدامة طوال العام في عسير، خصوصا بعد اعتماد إقامته سنويا، إضافة إلى عدد من المهرجانات الصيفية والشتوية والربيعية متنوعة الفعاليات في المحافظات والمراكز التي تقوم سنويا بتنظيم مهرجاناتها المختلفة. وأكد أمير عسير على ضرورة أن تكون جميع المواقع السياحية في جميع الوجهات في عسير سواء الجبلية أو البحرية أو الصحراوية جاهزة لاستقبال الزائرين بخدمات إيواء عالمية ومرافئ جذابة وخدمات متميزة لتكون معلما مهما من المعالم السياحية الجديدة، على مستوى المنطقة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة وتكون محل جذب عالمي لإقامة الفعاليات، فضلا عن السعي إلى تشييد فنادق ذات 5 نجوم، مشيدا بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على القرى التراثية وتطويرها باعتبارها إرثا حضاريا زاخرا بتاريخ عريق لأهالي هذه المنطقة ولتكون هذه القرى مصدر رزق لأهاليها، مضيفا: إن أبرز التحديات، تتمثل في تحقيق تنمية سياحية منافسة تلبي رغبات السياح والزوار، والاحتياجات الملحة للأعداد المتزايدة من السياح القادمين إلى المنطقة. وشدد الأمير فيصل بن خالد، على أن مهرجان أبها سيواصل نموه وتطوره، وقال: "لن أتطرق إلى عسير وتميز عسير بمهرجاناتها السياحية وفي مقدمتها مهرجان "أبها يجمعنا" الذي اجتمعنا من أجله اليوم، وأود أن أقول لكم بأننا سنعمل على تقييم مستمر لمختلف الفعاليات والبرامج التي ستقدم لزوار المنطقة، فضلا عن التقييم النهائي الذي سيكون في ختام المهرجان لتلافي أي أخطاء قد تقع في المهرجانات المقبلة". لا أزمة مياه ولا توقف للمشاريع وعرج أمير عسير، إلى أن الصيف الحالي لن يشهد أزمة في المياه، وأنه لن تتوقف فيه المشاريع، باعتبار أن توقف العمل فيها ولو ليوم واحد قد يعطلها لفترات طويلة، مشيرا إلى أنه يتابعها شخصيا، وواعدا بتوجيه أمانة المنطقة بالاهتمام بالملاحظات التي رصدها بعض الإعلاميين على تدني مستوى النظافة. ووافق الأمير فيصل بن خالد، على عقد مؤتمر صحفي يوضح فيه أرقام ونسب المصطافين والسياح والتشغيل وغيرها بكل شفافية، على أن يحدد موعده قبيل حفل جائزة المفتاحة، مبينا أن عدم إقامة بطولة النخبة الدولية لكرة القدم العام الحالي يعود إلى ضيق الوقت وعدم قدرة الفرق الأوروبية الكبيرة التي كان يؤمل في حضورها بالتواجد في البطولة لانشغال لاعبيها في بطولة أمم أوروبا. وفي سؤال ل"الوطن" عن البدائل حيال منع دخول الشباب لبعض المتنزهات وما يلاحظ من إزعاج المتسولين للمصطافين، قال سموه: إن المجتمع المحلي لا يزال رافضا لفكرة قبول تواجد الشباب في الأماكن التي تتواجد فيها الأسر، إلا أنه شدد على وجود فعاليات تلبي رغبات الشباب، مؤكدا أنه سيعمل على الحد من تواجد المتسولين في المتنزهات. وكان الأمير فيصل بن خالد قد اطلع أمس على فيلم "عسير بصوت الأمير"، من فكرة وإخراج محمد السريعي ومشاركة فائز الزيادي وطارق آل زاهر، تضمنت مقتطفات لكلمات سمو أمير المنطقة منها "عسير يسيرة أمام الضيف"، و"عسير ترحب ولا تودع"، فيما استعرض أمين عام مهرجان أبها عبدالله بن إبراهيم بن مطاعن، أبرز فعاليات المهرجان، إذ روعي فيها تلبية رغبات أمير عسير بجودته وتنوع فعالياته وكذلك تلبية رغبات شرائح المجتمع، من خلال إقامة 3 آلاف فعالية على مستوى المنطقة، لافتا إلى جاهزية مرافق الإيواء السياحي في المنطقة لاستقبال الزوار والسياح والمصطافين. من جهته، عرض مدير عام شركة الشمسان "صاحبة امتياز التنظيم في المهرجان" عبدالله الشمسان، جهود الشركة في البنى التحتية والتجهيزات في المواقع الخمسة: متنزه السودة الوطني، ساحة المفتاحة، قرية المفتاحة، الممشى، ساحة البلدية (المشهد)، إلى جانب عرض الرؤى المستقبلية لتطوير المهرجان.