أكد الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة أن السياحة الموفر الأول لفرص العمل والموجه لاقتصاديات المناطق بالمملكة. فيما تبلغ فرص العمل التي ستوفرها السياحة في السنوات القادمة 56 ألف فرصة وظيفية. وكشف الأمير فيصل خلال اللقاء السنوي للهيئة العامة للسياحة والآثار الذي عقدته، أمس، في قصر الثقافة بالرياض عن بدء العمل في أن تكون عسير الوجهة السياحية الأولى بالمملكة عام 2015، مؤكدا على المستثمرين والقطاع الخاص لمساندة السياحة في عسير بالاستثمار فيها، مشيرا إلى أن جهود هيئة السياحة أعادت الأمل في انتعاش الاستثمار السياحي بعد معاناة من عزوف لكبار رجال المنطقة عن الاستثمار في عسير. وأكد أن مستقبل منطقة عسير يكمن في السياحة باعتبارها العنصر الأهم في مكونات اقتصاد المنطقة، وهي قطاع عريض مرتبط بشكل قوي بجميع جوانب التنمية المحلية المختلفة. وأكد على تميز النهج التي عملت به الهيئة من خلال الاعتماد على الشراكة واللامركزية في العمل، مشيرا إلى استفادة منطقة عسير من هذا النهج في عملها في التنمية السياحية بالمنطقة. وقال: «لقد أعجبني ما وصلت إليه العلاقة بين الجهات الحكومية والسياحة من مستوى عال في التنسيق والعمل المشترك حتى أصبحت السياحة حاضرة في مشاريعهم تخطيطا وتنفيذا، وهذا ما كنا نخطط له لمستوى الفكر في العمل التنموي في كافة التعاملات الإدارية بالمنطقة تحت مفهوم الشراكة في العمل، ومن هنا رأينا الأسلوب الإداري الأمثل الممكن تطبيقه هو أسلوب «اللا مركزية» في العمل باعتباره أفضل أسلوب لتوزيع المهام والمسؤوليات وتشجيع المبادرات». وأوضح أن لمنطقة عسير، بما تحويه من عناصر الجمال، الأثر المباشر في إدارة تجربته السياحية وقراراته «فقد منحتني القدرة على التفكير بمنطق، لاختيار الطريقة المناسبة لإدارة العمل السياحي، بما يستثمر مقومات المكان الجمالية والمناخية»، مشيرا إلى الجهود التي بذلت لتطوير مواقع الجذب السياحي في عسير، واعتماد أربعة مسارات سياحية كأولوية في التطوير والاهتمام هي: مسار أبها، ومسار السودة ورجال ألمع، ومسار المتنزهات «القرعاء، الجرة، الحبلة»، ومسار ساحل عسير، منوها إلى دور الهيئة في دعم هذا التوجه وتبنيه كاستراتيجية عمل للتطوير السياحي، وتشكيل لجنة للمسارات السياحية قبل سنتين، أعضاؤها من الإدارات الحكومية الخدمية المختصة درست الوضع الراهن وحددت الاحتياجات التطويرية والخدمات المطلوب تنفيذها في هذه المسارات، وبدأ العمل في عدد من الأماكن داخل هذه المواقع مثل المتنزهات والقرى التراثية والمتاحف الخاصة والأسواق الشعبية وتنظيم الفعاليات والتسويق للمنتجات داخل القرى، والاهتمام بتنشيط الحركة السياحية من خلال إيجاد البرامج والأنشطة السياحية كالمهرجانات والملتقيات وتنظيم الرحلات السياحية، وعمل الدراسات التخطيطية والتنفيذية لبعض المشاريع الاستراتيجية وعدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها. وأكد أن الاستثمار السياحي في عسير من الأمور ذات الاهتمام الخاص لأهميته في تحقيق التنمية السياحية المنافسة، مشيرا في هذا الإطار إلى تشكيل مجلس للاستثمار يضم أعضاء من القطاع العام وكبار رجال أعمال بالمنطقة والغرفة التجارية. منوها بجهود أمانة عسير في ترسية مشروع البنية التحتية للحريضة بساحل عسير والذي سيتم وضع حجر أساسه قريبا. وقال الأمير فيصل إن أبرز المشاريع الاستراتيجية في الوجهة الجبلية والبحرية هي مشروع مدينة التسوق بأبها، ومشروع مدينة الشباب بالحبلة، ومشروع القحمة الساحلي، ومشروع الجرة السياحي، ومشروع القرعاء السياحي، ومشروع متنزه الأمير سلطان السياحي، ومشروع تأهيل وتطوير قرية رجال ألمع، ومشروع تأهيل سوق محايل الشعبي، ومشروع تأهيل السوق الشعبي بظهران الجنوب، مشيرا إلى تميز عسير بمهرجاناتها السياحية وفي مقدمتها مهرجان «أبها يجمعنا»، إضافة إلى عدد من المهرجانات الصيفية والشتوية والربيعية متنوعة الفعاليات في المحافظات والمراكز التي تنظم سنويا مهرجاناتها المختلفة. وأكد أن هناك الكثير من التطلعات التي يحلم بها سكان المنطقة ويبذل الأمير فيصل والقائمون على السياحة جهدهم لتحقيقها مثل: إنشاء مطار دولي يحمل هوية منطقة عسير السياحية، وتطوير الخدمات والمرافق السياحية وتشجيع الاستثمار المشروعات الفندقية، وتحسين الطرق الإقليمية والرفع من جودتها، وإقامة المراكز الخدمية على الطرق ومداخل منطقة عسير، وتحسين وسط مدينة أبها ليواكب التطور القائم في أواسط المدن العالمية، والعمل مع الهيئة على رفع جودة الخدمات السياحية في مراكز الإيواء، وتوجيه الشباب للعمل في القطاع السياحي بوصفه قطاعا حيويا مهما، وموفرا للفرص الوظيفية، وذلك من خلال برامج السعودة وبرامج التأهيل والتدريب التي تقوم به جهات التدريب المختلفة، والاهتمام بالحرف والحرفيين والموروث الشعبي ومساعدتهم على تقديم منتجاتهم بشكل احترافي يحقق عائدا اقتصاديا لهذه الأسر. وأضاف «إننا نتطلع أيضا إلى أن تكون شواطئ عسير جاهزة لاستقبال الزائرين بخدمات إيواء عالمية ومرافئ جذابة وخدمات بحرية متميزة لتكون معلما مهما من المعالم السياحية الجديدة، على مستوى المنطقة بصفة خاصة، والمملكة بصافة عامة، وتكون محل جذب عالمي لإقامة الفعاليات الرياضية». ودعم جهود الهيئة في المحافظة على القرى التراثية وتطويرها باعتبارها إرثا حضاريا زاخرا بتاريخ عريق، لأهالي هذه المنطقة ولتكون هذه القرى مصدر رزق لأهاليها، وتحسين مداخل منطقة عسير البرية والجوية، من خلال مراكز الخدمة على الطرق السريعة، ومراكز المعلومات وخدمات المطاعم والسكن المميز، والقضاء على الموسمية، والعمل طوال العام بإقامة برامج المهرجانات والفعاليات والمعارض وتشجيع استضافة المؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية من خلال ما ستوفره المنطقة من مواقع وإمكانيات سياحية تسهم في تقديم هذه الخدمة بشكل جيد، وتشجيع الاستثمارات السياحية في الفنادق بكافة درجاتها، ومراكز الإيواء السياحي، وتعزيز مواردنا الداخلية لخدمة العمل السياحي في المنطقة من خلال البحث عن مصادر جديدة للدخل لدعم خطط وأعمال مجلس التنمية السياحية. فمستقبل هذه المنطقة يكمن في السياحة باعتبارها العنصر الأهم في مكونات اقتصاد المنطقة، وهي قطاع عريض مرتبط بشكل قوي بجميع جوانب التنمية المحلية المختلفة، ومن أبرز التحديات التي تواجهنا هي تحقيق تنمية سياحية منافسة تلبي رغبات السياح والزوار، والاحتياجات الآنية الملحة للأعداد المتزايدة من السياح القادمين إلى عسير، والتخطيط لمواجهة الوجهات السياحية المنافسة داخليا وخارجيا، وأن نوجد لعسير مكانا مرموقا على الخريطة السياحية المحلية والدولية». وأشار إلى اعتماد هيكلة للعمل التنموي السياحي بالمنطقة انطلاقا من مبدأ توسيع دائرة المشاركة في القرار من خلال تشكيل مجلس تنمية سياحية، وتشكيل لجنة تنفيذية للمجلس وتشكيل فرق ولجان عمل للمواضيع الحرجة والمهمة، وتشكيل 11 لجنة تنمية سياحية بالمحافظات، حددت أدوارها ومسؤولياتها بما يضمن توسيع دائرة المشاركة، فمجلس التنمية السياحية شكل برئاستنا مهمته إدارة دفة العمل السياحي بالمنطقة وإعداد الخطط السياحية والإشراف على تنفيذها وحل العقبات التي تواجهها في جو من الود وروح الفريق الواحد، تسانده لجنة تنفيذية برئاسة الوكيل تتولى الأعمال التنفيذية التي أقرها المجلس وتبحث كافة القضايا بشفافية وتكون في اجتماع دائم لمناقشة جميع القضايا الطارئة والبت فيها ومواجهة أي ظروف جديدة أو أعمال مستعجلة، وقد تم منحها الصلاحيات اللازمة ومنها تفويض بعض المهام إلى فرق عمل حسب ما تقتضيه الحاجة والتي بلغ عددها 20 لجنة وفريق عمل، كما يساند المجلس 11 لجنة تنمية سياحية بالمحافظات مسؤولة عن إدارة دفة العمل السياحي بالمحافظات. من جهته كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الشراكة بين الهيئة ومنطقة عسير تعد من الشراكات المميزة التي أنتجت العديد من البرامج الناجحة في مجالات التنمية السياحية والتراث الوطني، وبدأت تثمر عن مشاريع ملموسة وناجحة. وقال الأمير سلطان إن أمير منطقة عسير فيصل بن خالد ممن يقودون عملية التنمية في مناطقهم وواجهوا الكثير من المصاعب حتى استقرت سفينة السياحة في يد أمينة في يد هذه الدولة برعاية خادم الحرمين الشريفين وفي اليد الأمينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي حقيقة أحب عسير واستمتع بلقاءات أهالي عسير واستمتعت معه لفترة طويلة من الزمن بهذه الزيارات المتكررة لعسير الجميلة، وقد وعد أهالي عسير أن يحتضن السياحة الوطنية، وانطلقت السياحة الوطنية منذ تلك اللحظة بشكلها المنظم وعندما انطلقت هذه الهيئة بشكل متواضع جدا انطلقت وهي ترى أن هناك مهمة كبيرة جدا وهي أكبر بكثير من مهمة السياحة التنفيذية، فهي مهمة اقتصادية كبيرة جدا ومهمة وطنية كبيرة ومهمة اجتماعية.