نوفوستي -ماذا في جعبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما سيصل إلى موسكو في 6 يوليو للقاء نظيره الروسي دميتري ميدفيديف؟ لقد قال مسؤول في البيت الأبيض إن المطلوب - حتى تكون الزيارة ناجحة - توقيع ما لا يقل عن عشر اتفاقيات مع الروس. وهناك - والحق يقال - عقبات قد تمنع تحقيق مثل هذا النجاح من بينها أن واشنطن تشترط للتوصل إلى اتفاق يرضي موسكو لمواصلة تخفيض ترسانتي الولاياتالمتحدةوروسيا من الأسلحة الإستراتيجية، تخلي روسيا عن التعاون مع إيران. وتشترط روسيا للموافقة على عقد اتفاق من هذا القبيل تخلي واشنطن عن خطط نشر عناصر منظومتها الصاروخية الدفاعية في أوروبا. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في مارس الماضي بأن الرئيس أوباما بعث برسالة "سرية" إلى الرئيس ميدفيديف لمّح فيها إلى أن واشنطن قد تتخلى عن إنشاء درع صاروخي في أوروبا إذا ساعدت روسيا بلاده على إيقاف إيران عن صنع السلاح الإستراتيجي. ولم تتوقع واشنطن أن يفوز مرشح المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية. غير أن مظاهرات الاحتجاج على النتائج المعلنة التي أعلنت فوز الرئيس أحمدي نجاد والتي نظمتها المعارضة الإيرانية وفرت لأمريكا فرصة هامة لممارسة الضغط على نظام الحكم الإيراني. ولا يمكن التكهن بتطورات الوضع في إيران ولكن يمكن الجزم بأن الولاياتالمتحدة لن تضيع هذه الفرصة. ومن الممكن أن تستغني واشنطن عن المساعدة الدولية عامة والمساعدة الروسية خاصة لأن عملية "تغيير النظام الإيراني" كانت قد انطلقت. وقد لا تطلب الولاياتالمتحدة من روسيا شيئا والحالة هذه. أما إذا طلبت الإدارة الأمريكية من المجتمع الدولي أن يشدد ضغطه على إيران ويفرض عقوبات جديدة فسوف تواجه روسيا اختيارا صعبا. وقد قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في إحدى جلسات الاستماع في الكونغرس في أبريل الماضي إنه في موازاة الحوار مع إيران يستمر العمل في "إعداد القاعدة لعقوبات شديدة جدا". ومن المتوقع أن يُطلب من روسيا أن تؤيد هذه العقوبات في حين لا يصب تشديد الضغط على إيران في مصلحة روسيا. وإذا لم تساعد موسكوواشنطن على تشديد العقوبات بحق طهران فقد يكشف المتشددون الأمريكيون أمام روسيا عن وجههم الحقيقي، وجه "الصقر". وستجد روسيا نفسها في فخ في كلتا الحالتين. ولكي تتجنب روسيا الوقوع في فخ يمكنها، مثلا، أن تقترح أن يخضع برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم للمزيد من عمليات التفتيش للتحقق من تلبية إيران لشروط اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية. ويتماشى اقتراح كهذا مع نية الواقعيين الأمريكيين المعلنة لحل القضايا الدولية عبر المباحثات المتعددة الأطراف وبالطريقة السلمية