موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى روسيا في زيارته الأولى، دار سجال بين موسكووواشنطن حول الدرع الصاروخية التي تعتزم الولاياتالمتحدة نشرها في شرق أوروبا، فيما راوحت المساومات مكانها بين الجانبين في شأن اتفاق إطار لخفض ترسانتيهما للأسلحة النووية. وأوحى السجال بأن نتائج الزيارة ليست مضمونة سلفاً، علماً ان الرئيس الأميركي يراهن على إعادة ترميم العلاقات مع موسكو والتي تصدعت في عهد سلفه جورج بوش. لكن كبير مستشاري اوباما في ملف نزع الاسلحة غاري سيمور قال ان واشنطن تتوقع التوصل الى اتفاق اليوم يمهد لابرام معاهدة جديدة لخفض الاسلحة النووية بحلول نهاية العام، من دون ان يقدم ايضاحات اخرى. وعشية محادثاته مع نظيره الأميركي، ربط الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف التوصل إلى اتفاق على خفض الرؤوس النووية، بتراجع الولاياتالمتحدة عن خططها لنشر الدرع الصاروخية في تشيخيا وبولندا. ودعا ميدفيديف واشنطن إلى «ضبط النفس وإظهار قدرة على تقديم تنازلات». في المقابل، أكد أوباما أن نشر الدرع الصاروخية في أوروبا، يهدف إلى مواجهة إيران وليس روسيا. وأضاف في حديث إلى صحيفة روسية، ان الولاياتالمتحدة تسعى إلى نشر الصواريخ لحماية أميركا وأوروبا من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تحمل رؤوساً نووية. ويصل أوباما إلى موسكو اليوم لإجراء محادثات مع ميدفيديف في قمة توصف بأنها قد «تعيد ضبط» إيقاع العلاقات الأميركية - الروسية، بعدما وصلت في عهد بوش إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة. وفي تصريحاته التي عكست استمرار الخلافات العميقة مع واشنطن، قال ميدفيديف في مقابلة معه أجرتها وسائل إعلام إيطالية ونشرت امس، ان على الولاياتالمتحدة تقديم تنازلات في شأن خططها المتعلقة بنظام الدرع الصاروخية في أوروبا. واعتبر الرئيس الروسي أن هذه التنازلات ضرورية للتوصل إلى اتفاق يحل محل معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) والتي تعود إلى عام 1991 وينتهي أمدها في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال ميدفيديف: «نعتبر هذه القضايا مترابطة». ودعا الأميركيين الى «ضبط النفس وإظهار قدرة على تقديم تنازلات، وبعد ذلك يمكننا التوصل لأسس اتفاق جديد في ما يتعلق بستارت وفي الوقت ذاته، التوصل الى تفاهم حول كيفية المضي قدماً في ما يتعلق بالنظام الدفاعي المضاد للصواريخ». ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية الروسية قوله إن ما يسمى اتفاق الإطار الذي يفترض أن يوقعه الرئيسان في شأن خفض الأسلحة النووية، «لم ينجز بعد»، وذلك قبل 24 ساعة من وصول اوباما إلى العاصمة الروسية. ويفترض أن يكون اتفاق الإطار، جوهر زيارته. وسيجتمع الرئيس الأميركي في موسكو مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي حذر الولاياتالمتحدة مراراً من أن روسيا لن تقبل الخطط الأميركية المتعلقة بالدرع الصاروخية في أوروبا، ولا بخطط حلف شمال الأطلسي التوسع شرقاً. وأصدر اوباما وميدفيديف في نيسان (ابريل) الماضي، تعليمات للمفاوضين بالعمل لإعداد معاهدة جديدة لخفض التسلح، لكن المفاوضين ما زالوا يواصلون محادثاتهم للتوصل إلى اتفاق. ووعد اوباما بمراجعة الأفكار المتعلقة بالدرع، لكنه أوضح أن واشنطن تحتاج الى إقامة نظام للدفاع عن الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين من «هجوم نووي إيراني محتمل». وقال اوباما لصحيفة «نوفايا غازيتا» الروسية في مقابلة تنشر اليوم: «عند مناقشة خططنا الخاصة بأوروبا نسعى قبل كل شيء الى إقامة نظام دفاع صاروخي يحمي الولاياتالمتحدة وأوروبا من صاروخ باليستي إيراني مزود رأساً نووية». وأضاف: «لم نتخذ قراراً بعد في شأن كيفية تصميم الدفاع الصاروخي في أوروبا، ولكن لديّ أمل صادق بأن تكون روسيا شريكة في هذا المشروع». لكن ميدفيديف أكد ان موسكو لن تتسامح إزاء نظام مضاد للصواريخ، اعتبره « موجهاً أساساً ضد روسيا». وأبدى استعداده لدرس إقامة نظام دفاعي عالمي بالتعاون مع قوى أخرى.