في تقرير العام 2008 الصادر في 13 شباط/فبراير 2008 على موقع www.rsf.org، تندد مراسلون بلا حدود بعجز وتخاذل وازدواجية "المدافعين الرسميين" عن حرية التعبير. وفي توطئة التقرير، كتب أمين عام المنظمة روبير مينار: "لا شك في أن جبن بعض الدول الغربية والمؤسسات الدولية يسيء إلى حرية التعبير. (...) إن النقص في إصرار الدول الديمقراطية على الدفاع عن القيم التي يفترض بها تجسيدها لمقلق ". وقد سلطت المنظمة الضوء على ازدواجية الأممالمتحدة التي استسلم مجلس حقوق الإنسان التابع لها في جنيف "أمام دول مثل إيران وأوزبكستان"، كما أنه لم يغب عنها عجز الاتحاد الأوروبي إزاء طغاة لا يرف لهم جفن أمام أي تهديدات بفرض العقوبات عليهم. وفي مقدمة التقرير السنوي، استعرضت المنظمة مخاوفها للعام الآتي بدءاً بأعمال العنف التي قد ترتكب ضد الصحافيين في خلال الانتخابات المنظمة في باكستان (18 شباط/فبراير)، وروسيا (2 آذار/مارس)، وإيران (14 آذار/مارس)، وزيمبابوي (29 آذار/مارس). كذلك، عبّرت مراسلون بلا حدود عن قلقها حيال مصير الصحافيين الذين يغطون الأزمات ولا سيما في سريلانكا، والأراضي الفلسطينية، والصومال، والنيجر، وتشاد، وبطبيعة الحال العراق المستمر في "تشييع صحافييه أسبوعياً تقريباً". وفي النهاية، احتجت المنظمة على الرقابة التي تطال أشكال التواصل الجديدة (الصور المرسلة عبر الأجهزة الجوّالة، ومواقع تبادل التسجيلات عبر الإنترنت، والشبكات الاجتماعية، إلخ) وتوقفت عند القمع الممارس في الصين التي تستقطب اهتمام العالم أجمعين قبيل الألعاب الأولمبية. وفي هذا الإطار، ورد في مقدمة التقرير: "باستثناء اللجنة الدولية الأولمبية، لم يعد من يصدّق أي تدبير نافذ قد تتخذه السلطات الصينية في مجال حقوق الإنسان قبل حفل الافتتاح. فمن شأن كل صحافي يفرج عنه أن يستبدل بآخر. (...)ويمكن المراهنة على عدم مشاركة المعارضين الصينيين في الحفل في الصيف". لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا التقرير يقترح تحليلات إقليمية لوضع حرية الصحافة في العام 2007 فضلاً عن فصول مخصصة ل 98 دولة بما فيها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وبمناسبة إطلاقه، تنظم مراسلون بلا حدود مؤتمراً صحافياً في واشنطن في 13 شباط/فبراير بحضور صحافيين من العراق والصين وإريتريا وباكستان، كما أنها تعقد مؤتمراً صحافياً آخر في برلين مع صحافيين من روسيا وزيمبابوي.