شنت صحيفة الاقتصادية السعودية في افتتاحيتها اليوم الخميس هجوما على ظفر جا غلايان وزير الاقتصاد التركي على خلفية ما وصفته بإلقاء نصائحه بطريقة غير لائقة تخرج عن الأعراف الدبلوماسية لمجرد أن دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، كما يقول جمّدت مفاوضات التجارة الحرة مع تركيا في الوقت الحالي.. وأن ذلك بمنزلة ''الجرح'' الدامي بالنسبة لتركيا، وقالت الصحيفة لن يكون مثل هذا الوصف ''العاطفي!!'' ليبرر له أن يصل إلى حد التفكير بالنيابة عن دول الخليج، وفيها شقيقتها الكبرى السعودية، ويتجرأ بالقول مخاطبا الخليجيين: ''أعتقد أنكم تخسرون دون شك، إن النفط يؤدي إلى الغنى إلى حد ما، إذا كانت الأسعار مرتفعة، أنتم أغنياء، وإذا انخفض السعر أنتم فقراء!!''، ثم يكمل السيد ظفر جا غلايان: ''تركيا بلد فقير نفطياً ولكن صادراتها الآن قوية، دول الخليج وعلى رأسها السعودية طبعاً، في حاجة إلى استثمارات صناعية ويتحقق ذلك عن طريق توقيع اتفاقيات التجارة الحرة''. لكن الذي غاب عن بال وزير الاقتصاد التركي أو غيّبه هو، لأمر في نفس يعقوب، أن ''الفقر'' الذي يرعبنا به لكي نوقع استثمارات مع تركيا كانت دول المجلس قد تصدّت له عبر خططها التنموية وسياساتها الاقتصادية، ربما قبل أن يولد السيد ظفر نفسه، وأن النفط الذي يخيفنا بهبوط أسعاره تجربة عاشتها دول الخليج ومع ذلك لم تتوقف برامج ومشاريع تنميتها وحافظت على الغنى الروحي والمادي فيما لم تحفل تركيا حينها بالتهافت على اتفاقية تجارة حرة أو استثمارات صناعية لكي ''تغيث'' بها هذه الدول وتكسبها الغنى التركي الذي جاء اليوم عارضاً له بطريقة لي الذراع لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا لكيلا يبقى جرحها دامياً!!