بكلمات متمردة وإيقاعات صاخبة، ترسم فرقة «المربع» الأردنية أضلاعها الأربعة، فاتحة نافذة مجردة من قضبان كل ما هو تقليدي، لتطل عبرها على هموم الشعب، راوية معاناة المجتمع بقالب ال»روك العربي». وتهدف الفرقة إلى نشر ثقافة الإحتجاج بالكلمة والموسيقى، والخروج من عباءة الروتين في التعبير عن الرأي والانتقاد، لتأخذ منحى موسيقياً غنائياً صاخباً تارة، وهادئاً في أحيان أخرى. يمثل صوت طارق أبو كويك الذي يغني ويكتب كلمات لاذعة الضلع الأول من المربع. صخب محمد عبدالله ونبرته الغاضبة في الغناء يشكل الضلع الثاني، فيما يرسم ثالث الأضلاع ضرار الشواقفه بألحانه وايقاعاته على الغيتار، فيما يكمل عدي الشواقفة شكل المربع بمداعبة الدرمز وإكمال السلسلة بين الكلمات والأنغام للخروج بأفضل العروض. «يا زين» و «ما عندك خبر» من أشهر المقطوعات التي عزفتها الفرقة، راقت كثيرين من محبي هذا النوع الغنائي. ويقول فيصل الاسطنبولي وهو أحد المعجبين بالفرقة، إنه عندما يسمع «يا زين» يشعر بغصة في قلبه تصل به الى حد البكاء أحياناً. أطلقت الفرقة أول البوماتها عام 2009 وعنوانه «المربع»، وسيطرت عليه المواضيع السياسية. وهي تستعد لاطلاق البومها الثاني مطلع السنة المقبلة. وما يميز الألبوم الجديد، أنه سيسجل في لندن، مع الاستعانة بأحدث التقنيات الصوتية، كما سيصور أكثر من أغنية منه فيديو كليب، للمساعدة في نشر اسم الفرقة. استطاعت الفرقة جذب جميع الفئات العمرية في الأردن، خصوصاً حين دمجت الموسيقى الغربية بكلمات عربية هادفة ذات طابع سياسي وإجتماعي، مع اعتمادها اللهجة العامية في الغناء. بيد أن ذلك لم يمنع من استقطاب مستمعين من جنسيات أخرى، خصوصاً أن التوزيع الموسيقي والكلمات تمثل لأجانب ثقافة جديدة يرغبون في التعرف اليها. ويقول عضو الفرقة ضرار الشواقفة إن شغف تعرّف دول أجنبية على ثقافات موسيقية جديدة لا سيما الروك العربي، دفع بعضها إلى إرسال دعوات للفرقة لتقديم حفلات هناك، فجالت «المربع» في عدد من الدول الأوروبية، ولاقت اقبالاً جماهيرياً. وتعِدّ الفرقة حالياً للتوجه الى الهند لتقديم حفلة هناك. وساهم هذا الأمر في رفع معنويات الفرقة، وحضّها على اخراج أفضل ما لديها كفرقة روك عربية، تمثل الأردن في كثير من المحافل الدولية. لكن رغبة أعضاء الفرقة في الوصول إلى بعض الدول العربية، دونها أحياناً عقبات، فمحمد عبدالله المؤلف الموسيقي والمغني في «المربع»، الذي جاب أوروبا، تقف جنسيته الفلسطينية، وتحديداً الغزّاوية، حاجزاً بينه وبين زيارة عدد من الدول العربية. وعن ذلك يقول: «إن ما يزعجني هو السماح لي بالسفر الى دول أجنبية، فيما أُمنع من السفر الى بعض الدول العربية». حالة محمد هذه، كانت شرارة لتأليف مقطوعة «تحت الأرض» التي تدعو إلى الوحدة الوطنية والعربية، وتعبر عن حلم يعيشه الفريق بين لحن وكلمة.