على «مسرح جارا» الذي يقدم الفنانين الأردنيين الشباب، تفاعل جمهور يافع، أول من أمس، مع مغني الروك الأردني عماد علاء الدين، المعروف بأغنيته «آرابيك غيرل» (2009). فكانت حفلته التي أقيمت في الهواء الطلق في جبل عمّان، مساحة للرقص ولغناء يختلف عن السائد من «البوب». وعلاء الدين، الذي تابع دراسته في الولاياتالمتحدة الأميركية، أقام حفلات في أميركا وأوروبا والصين، كما أسس فرقة الروك الأمريكية «أفاود»، حتى بلور لنفسه أسلوباً خاصاً به مكّنه من إحياء حفلات منفردة. خلال إقامته ودراسته في الولاياتالمتحدة، كانت انطلاقة فرقة «أفاود» ثمرة لقاء ما بين علاء الدين، كمغنٍّ رئيس في الفرقة، وعازف الغيتار جيسي ديسانتو، فقام الثنائي بدمج موهبتيهما وأسلوبيهما الفريدين في الموسيقى، ليبحثا في ما بعد عن أعضاء جدد من الموسيقيين المتميزين لتكتمل عناصر الفرقة. وبعد ست سنوات، التقيا بإريك كريفت، الذي أصبح عازف الطبل الرئيسي في الفرقة، إضافة إلى نيك ليروكس الذي انضم إليهم كعازف إيقاع. بعدما انتهت إقامته ودراسته في الولاياتالمتحدة، إثر أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، تغيّر الكثير في حياة علاء الدين، إذ عانى إسقاط الصورة النمطية لدى الغرب عن العربي، والتي أفرزتها أحداث برجي نيويورك وما تبعها. يقول عماد: «سجلت ثلاثة ألبومات غنائية مشتركة مع فرقة أفاود، خلال فترة وجودي هناك، لكنني قررت، وبعد عشر سنوات من صقل موهبتي، أن أعود إلى الأردن، إذ حصّلت خلال الفترة التي عشتها في أميركا خبراتٍ أفادتني كثيراً موسيقياً وغنائياً، وعلى رغم أنني أغني بالانكليزية في بلد عربي، إلا أنني أجد اهتماماً يعني لي الكثير من أبناء جيلي الشباب». وبعد انفصاله عن الفرقة التي أسسها، قرر علاء الدين أن يعمل وحده، مؤدياً لون الروك الذي يحبه ولا يصاحبه سوى الغيتار: «أغني عن الحب، ووحدة العائلة وسط صعوبة الحياة وتفكك المجتمع، أحاول أن أعيد الاعتبار إلى العائلة من خلال أغاني روك غير صاخبة، ويمكن أن تصل إلى جمهور أكبر، وفي ألبومي الثاني سأقدم أغنية خاصة عن فلسطين، وكلماتها تساند الشعب الفلسطيني وتعرّف المجتمعات الغربية بقضيته، أريد أن أكون سفير قضيتي كعربي من خلال غنائي الذي يلقى ترحيباً في أوروبا أكثر من أميركا، للمفارقة». وعلى رغم محدودية جمهور الروك، في العاصمة الأردنية، إلا أن هذا النوع الموسيقي، بلونيه الصاخب والأهدأ، بدأ ينتشر ويجمع حوله المعجبين، لا سيما في أوساط الشباب. يقول علاء الدين: «الشباب العربي يبدو أكثر إقبالاً، أخيراً، على أغاني وموسيقى الروك. في السابق، كنت أقيم حفلات في عمّان، بالكاد يحضرها 20 شخصاً، أما الآن فالأعداد بالمئات». وفي حفلته الأخيرة، غنّى علاء الدين أغانيه العاطفية، التي أحدثت تأثيرها في جمهوره المتمايل على إيقاعه: «أحاول أن اغني الروك بلا صخب، فقط مع غيتاري، أشعر أن المتغيرات السريعة في عالمنا العربي تسهم في تكريس فن وموسيقى مغايرة، خصوصاً في زمن الثورات، الأغاني لا بد أن ترافق أي تغيير اجتماعي وإنساني». ويطلق عماد علاء الدين ألبومه الثاني، قريباً، وسيضم أغاني عاطفية وأغنية عن القضية الفلسطينية.