قال الكاتب معجب العدواني إن نمو الهوية القومية دفع الكاتب العربي لاجتياز بلده والتحدث عن هموم أخرى داخل الوطن العربي والذي يعتمد على بعد الحنين إلى الزمن الماضي واستلهامه بالحاضر، وهذا ناتج من قضية فكرية وهو الشعور بأن الزمن الماضي أكثر أماناً من الزمن الحاضر. ولفت العدواني، خلال ورقة عمل قدمها في ندوة «المضامين الفكرية للرواية العربية» ضمن الفعاليات الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية29» التي أقيمت بمقر النادي الأدبي في الرياض مساء الثلثاء الماضي إلى أن الرواية ليست جنساً أدبياً فحسب بل هي عمل فكري بامتياز، «كون الرواية ليست كغيرها من الأجناس الأدبية، إذ تتضمن فكراً وإبداعاً وسرداً مختلفاً». وأشار العدواني إلى أن متلازمة الدين والمجتمع والتربية والمجتمع كانت من أكثر المواضيع التي طرقتها الرواية السعودية، موضحاً أن الكاتب العربي شغوف بهموم تتجاوز إطاره الجغرافي، ما أظهر ذلك في الرواية العربية جلياً، لافتاً إلى هيمنة النماذج التقليدية على الرواية في شكل عام. وأضاف: «من الصعوبة بمكان فصل الذات عن الآخر فلسفياً، فإن افتراضهما بوصفهما قطبين في الكتابات الروائية الباكرة سيقود حتماً إلى تصنيفات تؤيد هذين الاتجاهين وتدعمهما». وقال إنه على رغم تركيز بعض الروائيين العرب على الحوار مع الغرب، «وبروز قضايا الاستقلال كأبرز المواضيع التي انطلقوا منها، إلا أن عدداً كبيراً من الروائيين لجأ في بدايات الكتابة في هذا الفن إلى محاولات تذويب الكتابة الروائية، انطلاقاً من التركيز على تبيئة النص ومن ثم الجنس الروائي، أو باستلهام وتوظيف بعض الملامح التراثية في أشكالها، أو العمل على إدراج القضايا المتصلة بالآخر في مضامينها». وسلطت الدكتورة كوثر القاضي الضوء على تناول الرواية السعودية في الحقبة الأخيرة لموضوع الإرهاب، والذي أثر بدوره في الرواية السعودية، بوصفه موضوعاً له حضوره في المجتمع الدولي، فتناولت الرواية الإرهاب معالجة وسرداً ونقداً، مستعرضة نماذج من الروايات التي تناولت الإرهاب كموضوع في ثناياها. بعدها قدمت الدكتورة هيفاء الفريح ورقة عمل، تحدثت فيها عن تجربة الكاتبة أميمة الخميس في رواياتها، لافتة إلى أن تجربة أميمة الخميس تعبر عن الجانب الواقعي في الرواية السعودية، والتي تميزت بالفكر والإبداع، وتطورت لتشمل مواضيع متصلة لها صلة بالواقع، ومن ذلك المواضيع الاجتماعية والسياسية.