أصبحت أديلا هاستي 46 عاماً أكثر إدراكاً لخصوصيات شهر رمضان منذ أن تقاسمت بيتها مع عدد من الأسر السعودية من الطلاب المبتعثين. وهاستي التي تجاوزت السادسة والأربعين، وتقطن في «دونيدين» بنيوزيلاندا ترى أن شهر رمضان بالنسبة للمسلمين وقت رائع للتركيز على المعتقدات الأساسية لدينهم. وهو وقت جيد للتأمل والشكر والرفقة معاً. وتشعر أن الإفطار كل يوم عند وقت الغروب لحظات خاصة جداً ومميزة من التقدير والامتنان. وهي تعتقد أن رمضان يعيد إلى عقول البالغين ذكريات الطفولة التي يعتزون بها، والتي سرّت بسماعها من معارفها السعوديين، وتشير إلى أنها تعرفت على الكثير عن العقيدة الإسلامية باستضافتها لطالب من المملكة العربية السعودية قبل أعوام، خلفته أسرة سعودية في العام الماضي وما زالت مقيمة لديها، وأصبحت على علاقة صداقة وثيقة بهم. وتضيف «احتضنوني كجزء من عائلاتهم، وأنا أشعر بالتميز لذلك. وملازمتهم الطيبة تركت أثراً كبير على حياتي»، فتعلمت منهم الانضباط، وتفانيهم بالصلاة شجعها على الصلاة أكثر. لدرجة تجعلها تشعر بالغيرة الحسنة تجاههم وهي ما تطلق عليها (الحسد الصادق) في كل مرة يتكلمون فيها عن شهر المسلمين المقدس. وتعجب هاستي بأصدقائها المسلمين وهم يشجعون بعضهم البعض ويترافقون سوياً بعقليات متقاربة. وتظن أنهم شغوفون جداً بما يعتقدون. وتؤكد أن ذلك مثير للإعجاب. كما كشفت عن عشقها للمأكولات العربية وأنها حريصة دائما على معرفة المزيد عن هذا المطبخ. وتصف هاستي الصيام لمدة 30 يوماً من شهر رمضان بالجانب الإيجابي للغاية من الدين الإسلامي. وتتصور أنه سيكون من الصعب جداً على الجسم ممارسته والصبر عليه لكن عملية تعلم هذا الانضباط في سن مبكرة جداً يجعل لمسألة الصيام طبيعة ثانية اعتادها الجسم وتمرن عليها. وتجد هاستي رابطاً قوياً بين اعتقاد أصدقائها بالإسلام، وبين ما يتجلى منهم من أخلاق وصفات حميدة كاحترام الذات واحترام الآخرين، و القوة، والانضباط، والعزيمة والرحمة، وهبة رائعة هي حسن الضيافة، وتؤكد أنها هبات منحها لهم الإسلام وصقل بها شخصياتهم. وتقول هاستي في حوارها مع الزميلة «الحياة»: «إذا كان الصيام منصوصاً عليه في الديانة المسيحية فإن الرب يتوقع من أبنائه الطاعة. وهي ترى أنه في حال خلو الإنسان من الأعذار الشرعية المانعة من الصيام فعلى المسيحي أن يصوم هذا اليوم ابتداء من غروب الشمس حتى غروب شمس اليوم التالي. إن ردة الفعل نتيجة ذلك الحب اللا مشروط هي أن نتعلم ونلتزم بتعاليم الرب. وتجزم أديلا بأن الصوم طريقة رائعة للتركيز على الرب وتذكر حبه غير المشروط وطيبته وتسامحه ورحمانيته ورحيميته بنا. وأن هذا الالتزام محفز على أداء الصوم والصلاة في أية ظروف ضاغطة تحتاج إلى اهتمام خاص، كالمشكلات الصحية أو مشكلات العلاقات الاجتماعية، وهكذا دواليك.