كشف السفير الإثيوبي لدى السعودية محمد حسن عن ارتفاع عدد العاملات المنزليات الإثيوبيات في السعودية إلى 200 ألف عاملة منزلية في أقل من عامين، لم يعد منهن إلى إثيوبيا إلا 350 عاملة لأسباب صحية أو نفسية. وشدد حسن في حوار مع الزميلة «الحياة» على أن العاملات المنزليات القادمات من بلده، هن من يقع عليهن العنف من بعض الأسر والسماسرة، وتصل إلى السفارة شكاوى من هذا النوع يومياً، مضيفاً أن سفارة بلاده لم تسجل عنفاً من أية عاملة إثيوبية ضد كفيلها. وأكد أن تجاوزات قام بها سعوديون ذهبوا إلى إثيوبيا هي التي جعلت الجهات المعنية في بلده توقفهم ثم ترحلهم إلى بلدهم، مشدداً على أن الحكومة الإثيوبية بدأت اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مهربي مواطني بلده إلى السعودية. وأشار إلى أن استقدام العمالة من بلده عن طريق السفارة انخفض الآن بعد تعليمات من مكتب العمل الإثيوبي، بأن يكون للشخص المراد استقدامه قريب في السعودية، حتى يكون وسيطاً ويثبت صلة القرابة بأوراق رسمية. وفي ما يأتي نص الحوار:
ما الذي دعا إلى اعتقال سعوديين في إثيوبيا في الفترة الماضية؟ - حدثت بعض التجاوزات من بعض السعوديين الذين زاروا إثيوبيا في الآونة الأخيرة، ووُجدوا يمارسون أعمالاً تحتاج ممارستها إلى تصريح من الجهات الأمنية المتخصصة، ما دعا إلى توقيفهم وإعادتهم إلى بلادهم. وحرصاً على إزالة سوء الفهم وتصحيح الأخطاء، تم بحث الموضوع مع وزارة الخارجية السعودية، والتوصل إلى تفاهم مشترك لتفادي تكرار ما حصل مستقبلاً. كم عدد الإثيوبيين في السعودية؟ - بحسب الإحصاءات الرسمية يقارب عددهم قبل أن تأتي العمالة المنزلية ال200 ألف، ويتوقع الآن مع العمالة المنزلية أن تضاف 200 ألف نسمة، ليصبح العدد الإجمالي نحو 400 ألف إثيوبي في السعودية. هل هناك حلول من دولة إثيوبيا لمنع التهريب إلى السعودية؟ - طبعاً، إيقاف ظاهرة التهريب من بلد يتوقف على الاتفاق بين الدولتين، ولكن الحكومة الإثيوبية بدأت باتخاذ اللازم ضد المهربين من إثيوبيا إلى السعودية وضد السماسرة، وحتى الذين يحاولون أن يأتوا من هناك بطريقة غير نظامية نقوم بتوعيتهم عبر وسائل الإعلام بأن طريقهم خطر، وأن بقاءهم بشكل غير نظامي فيه خطورة عليهم. هل يتواصل المتسللون مع السفارة بعد الوصول، في حال حدوث مشكلة لهم؟ - من الطبيعي أن غالبية «المتخلفين» لا يستطيعون الدخول إلى منطقة السفارات، ولكن في حال وجود الفرصة نقابلهم في مقر القنصلية في حي المربع، لتوعيتهم أن بإمكانهم أن يعودوا إلى بلدهم بشكل نظامي ولا يعرضوا أنفسهم لمشكلات. ما الذي قامت به السفارة لمواكبة زيادة «طفرة» الطلب على العمالة المنزلية؟ - هناك عدد كبير جداً من طلبات الاستقدام ترد إلى السفارة منذ أن تم فتح باب الاستقدام من إثيوبيا لإنهاء إجراءات استقدام عاملات إثيوبيات، وعلى رغم أن الإجراءات الأساسية للاستقدام تتم عن طريق مكاتب الاستقدام المرتبطة مع نظيراتها في إثيوبيا، إلا أن السفارة كانت تستقبل طلبات الاستقدام للمراجعين من باب تخفيف المعاناة عليهم، ووجهت عدداً إضافياً من الموظفين لمواكبة الوضع وتقديم الخدمات اللازمة للمراجعين. وفي الوقت الراهن هناك تعليمات جديدة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإثيوبية، تنص على أن الإثيوبيين الذين يحصلون عن طريقهم على فرصة عمل لدى السعوديين ويريدون عقد عمل من السفارة، يشترط على من يراجع السفارة (الوسيط) لعمل العقد للمستقدم أو المستقدمة، أن يكون ذا صلة قرابة للمراد استقدامه، وإحضار ما يثبت ذلك من الجهة المختصة. لماذا لا تكون هناك معاهد لتدريب العاملات قبل وصولهن إلى السعودية؟ - موضوع تدريب العاملات على مهارات العمل التي سيزاولنها وعلى جو العمل ومتطلباته أمر ضروري جداً تطالب به السفارة وتعتمده حكومتنا، وهناك ثلاثة معاهد خاصة تعطي دورات تدريبية قصيرة، تدرب فيها العاملات المتوجهات إلى السعودية أو إلى دول خليجية أخرى لإكسابهن مهارات تتعلق بأعمالهن، وتعتزم الحكومة دمج تدريبهن ضمن برامج التعليم الفني والتدريب المهني، لصقل كفاءاتهن في الأعمال التي يؤدينها. إضافة إلى أن عدداً من القادمات إلى المملكة يصبن بأمراض بعد قدومهن، إضافة إلى عدم فهمهن العادات والتقاليد السعودية، ولحل هذه الإشكالية رفعنا الأوراق إلى الخارجية الإثيوبية بحيث يراعى ذلك، وأنشئت مدارس لتدريب العاملات المنزليات وتأهيلهن قبل القدوم إلى المملكة، وتم ترتيب ذلك مع وزارة العمل. هل هناك إثيوبيات وقع عليهن العنف ولجأن إلى السفارة؟ - تمر على السفارة حالات مختلفة كثيرة، وفي بعض الأحيان تأتينا يومياً حالات كثيرة من هذا النوع، إضافة إلى الاضطرابات النفسية، وفي هذه الحالة إن قدمت مع الكفيل نذهب بها إلى المستشفى ثم تُسفّر، وهناك حالات أخرى تتعرض فيها للخطر أثناء لجوئها إلى السفارة وهي في الطريق، فنعمل على توفير العلاج لها، وبعد ذلك ترحّل. كم عدد شكاوى الأسر السعودية من عنف العاملات المنزليات في المنازل؟ - هؤلاء عددهن قليل جداً مقارنة بعدد العاملات، ونحن لم نسجل أية حالة حتى الآن، ولكن لو سُجلت فإنه يظل أقل مما تتعرض إليه العاملات الإثيوبيات من عنف وضرب ومشكلات أخرى كثيرة، وهذه الحالات نسمعها في وسائل الإعلام ولكن لم تصلنا رسمياً. هل تسعون إلى تحديد الرواتب ورسوم الاستقدام خصوصاً مع الفارق الكبير في السوق؟ - استقدام العمالة عن طريقين، إما عن طريق السفارة للشخص الذي يستقدمهن شخصياً من دون تدخل أي مكتب استقدام وبعقد عمل، وهذا يتطلب بعض الشروط، أو عن طريق المكاتب برسوم عن طريق الحكومة، والرواتب محددة من مكتب العمل هناك، وإن زاد رب العمل هنا فهو خير، لكن الراتب الرسمي بحدود 700 ريال. لماذا لا توجد نسخة موحدة من العقد للعاملة ورب العمل حتى لا يتعرضا للابتزاز؟ - بعض الكفلاء يراجعون السفارة لكتابة عقد استقدام العاملات، إذ تتم كتابة عقد مكون من ثلاث نسخ أصلية يوقع عليه الكفيل بكونه أحد الطرفين، ثم يختم من السفارة ويعطى للكفيل أو لمن ينوب عنه في ظرف مغلق لإرساله إلى العاملة لتوقع في خانتها كطرف ثانٍ أمام مكتب العمل في إثيوبيا، وبعد إنهاء الإجراءات اللازمة تبقى نسخة من العقد لدى مكتب العمل الإثيوبي، ونسخة للعاملة ونسخة أخرى تعاد للكفيل عن طريق العاملة للاحتفاظ بها. أما في ما يتعلق بزيادة الرواتب فالأمر متروك للطرفين، إما أن يمضيا بحسب العقد المبرم بينهما أو يزيد لأي سبب يريانه، وهناك من الكفلاء من يزيدون رواتبهن لاعتبارات في أنفسهم، ولا يحدّ العقد التفاهم المشترك بينهما. هل هناك نسبة هروب من المنازل بعد وصولهن إلى المملكة تصل إليكم في السفارة؟ - من الطبيعي أن العاملة إذا هربت من بيت كفيلها، من المستحيل أن تأتي إلينا مباشرة، لأننا سنسلمها إلى الجهات المختصة لتتخذ الإجراءات المتبعة بحقها، ولكن الحالات التي تأتينا هي حالات مرضية، أو الشرطة ترسلها إلى السفارة، قبل أن تُسلم إلى الجهات المختصة، وهناك حالات توجد في الشوارع يجدها بعض الإثيوبيين أو أية جنسية فنسلمها إلى الجهات المختصة. ولا ننسى أنه تدفق مئات الآلاف من العاملات الإثيوبيات إلى السعودية منذ بدء الاستقدام من إثيوبيا في منتصف عام 2011. وبحسب المعلومات التي تردنا عن طريق الكفلاء السعوديين، فإن بعضهن ليست لديهن خلفية عن البلد وبيئة العمل ومحيطه، وتجد نفسها غير قادرة على العمل فتتم إعادتها إلى البلد بتفاهم مع صاحب العمل، وبعضهن الآخر بعد القدوم بعقد العمل وبدء العمل تتعرض لإغراءات من بعض السماسرة، وتضطر إلى ترك العمل مع الكفيل والهروب للعمل لدى غيره. ويتعذر معرفة إحصاءات حقيقية عنهن، لعدم تقدم كل الكفلاء بشكوى للسفارة عن وضع عاملاتهن، وهناك فئة أخرى تحضر إلى السفارة بسبب خلاف أو نزاع مع الكفلاء يتم إنهاء وضعهن بالتنسيق مع إدارة الجوازات أو شؤون الخادمات وتسفيرهن، أو تحصل لهن ظروف صحية وتتم إعادتهن إلى البلاد بعد علاجهن بالتنسيق مع الكفلاء والجهة المختصة وبمساعدة المحسنين في العلاج، وتم ترحيل أو إعادة نحو 350 عاملة منزلية إلى بلدهن عن طريق السفارة، وإذا ما قارنا عدد من تم تسفيرهن إلى البلاد، إضافة إلى الهاربات من بيوت كفلائهن، نجده أقل بكثير من الباقيات اللاتي يمارسن أعمالهن لدى الأسر السعودية. رأيت زحاماً كبيراً داخل السفارة، فكم عدد طلبات الاستقدام من إثيوبيا في الفترة الماضية؟ - بالنسبة إلى السعوديين، فإن غالبيتهم طالبو تأشيرة سياحة أو زيارة، ويقدر عدد الطلبات في الأسبوع بنحو 100 طلب، ولكن استقدام العمالة خفّ الآن بعد أن أتت التعليمات من مكتب العمل الإثيوبي، التي تتضمن أن يكون للشخص المراد استقدامه قريب في السعودية، حتى يكون وسيطاً ويثبت صلة القرابة بأوراق رسمية، ولذلك خفّ الاستقدام عن طريق السفارة، ولكن الأمر مفتوح عن طريق المكاتب.