تتناول المخرجة والممثلة السعودية عهد كامل في ثاني تجربة روائية قصيرة لها وضع المرأة السعودية، في فيلمها المشارك في مسابقة الافلام العربية القصيرة في مهرجان الدوحة - ترايبكا. ويحمل هذا الفيلم اسم "حرمة"، وهو اسم يطلق على المرأة في عدد من البلدان العربية، وعملت مخرجته فيه على ابراز القدرة الكبيرة للمرأة على الاحتمال. وتقول المخرجة لوكالة فرانس برس ان فكرة الفيلم، وهو اول عمل لها يصور في السعودية، جاءت من تجاربها الشخصية، وايضا من قصص وحكايات لاقارب ومعارف من النسوة غير القادرات على التمتع بالاستقلالية في المجتمع السعودي اليوم مهما علا شأنهن. وتضيف المخرجة الشابة التي تؤدي في الفيلم دور امرأة تخضع لقوانين صارمة مثل عدم جواز قيادة السيارة "من الصعب جدا ان تكون المرأة في الحياة بمفردها اذا لم تكن منتمية لرجل في السعودية". وتطرح عهد علامات استفهام على بعض الافكار السائدة او على تطبيقاتها، وتقول مثلا "لست ضد فكرة ولي الامر لكن مع اعادة النظر بها، لان فكرة ولي الامر حين ولدت كان المجتمع مختلفا تماما" معتبرة ان التطبيقات القديمة لم تعد قابلة للحياة اليوم. ومثل كثير من النساء في السعودية، فان بطلة فيلم "حرمة" تلك المرأة الحامل التي يتوفى زوجها على نحو مفاجئ تجد نفسها غير قادرة حتى للخروج بحثا عهن عمل، تحت ضغط المجتمع. وترى المخرجة ان هذه القيود المفروضة على المرأة غير طبيعية، وتقول "اذا كنت امراة بالغة عاقلة راشدة فلم لا يكون لي رأي في حياتي واموري الخاصة وامور حياتي؟". انطلاقا من هذا الوضع ومن احداث واقعية، تركب المخرجة قصتها كي تكشف النقاب عن وضع يسبب معاناة عبثية يعرض الشريط ظروفها وتوضع كأسئلة برسم المشاهد. وتهدي المخرجة فيلمها المبني على احداث واقعية الى مدينة جدة، غير انها تقول ان ابرز صعوبة واجهتها كانت تحدي الوقت لكنها حصلت على تصريح بالتصوير وهو ما لم تكن تتوقعه. اما اهل الحارة المتواضعة التي صور بها الفيلم فكانوا مرحبين جدا. في بداية هذا الفيلم القصير، تتقيأ المرأة الحامل كانما هي تفرغ ما في جوفها لشدة الضغط الذي يحيط بها وعدم قدرتها على اعالة جنينها. ووجدت الرؤية التي تناول فيها الفيلم واقع المرأة صدى لدى شركة الانتاج الفرنسية "بيزيبي بروديكسيون"، فتبنته وانتجته ليعرض على قناة "آرتي" الثقافية الفرنسية الالمانية في تاريخ لم يحدد بعد. وتطمح المخرجة التي درست الفن السينمائي في نيويورك وتميل الى السينما الفرنسية كما تجد نفسها قريبة من السينما الاميركية لان تصل الى العالمية من خلال اعمالها القادمة. اما لدى سؤالها عما اذا كانت سترى فيلمها معروضا في السعودية او في مدينة جدة حيث صور، فتقول "ان كنت واقعية فلا اعتقد انه سيعرض في السعودية". لكنها تظل مؤمنة بان وجودها ووجود بعض مخرجات اخريات الآن على الساحة الدولية "سيشجع على ان تعرض اعمالنا في بلدنا لان السينما ثقافة وفن انساني وليست ضد الاسلام ولا ضد العادات والتقاليد لكنها تعكس الحالة الانسانية التي يعيشها الناس". وبات خروج المخرجين وخصوصا المخرجات السعوديات الى الساحة الدولية مفتاح امل للتعبير عن الواقع والافكار والرؤى بخصوص المجتمع السعودي. وكان فيلم "وجدة" لهيفاء المنصور، وهو الفيلم الروائي الطويل الاول لمخرجة سعودية يعرض في مهرجان البندقية في ايلول/سبتمبر الماضي، قوبل بالترحاب من قبل النقاد والمشاهدين. ويبدي الجيل الجديد من السينمائيات السعوديات املا بتأسيس سينما حقيقية في بلدهن، اذ ان "الجيل الجديد لا يمكن قمعه"، و"لا شيء مستحيل" على ما يقول بعضهن.