يدرس موقع "يوتيوب" لمقاطع الفيديو بجدية تقديم حفلات موسيقية على الهواء مقابل رسوم. وقال مدير الموقع باتريك ووكر في مقابلة مع "وكالة الأنباء الألمانية" على هامش معرض الموسيقى "ميدم" في مدينة كان الفرنسية: "البث المباشر للحفلات على الإنترنت من الممكن أن يكون مناسبا جدا لنموذج الدفع مقابل المشاهدة". وذكر ووكر أن تجارب الحفلات الموسيقية لفريق "يو 2" الإيرلندي العام الماضي والمغنية الأميركية أليشيا كيز العام الجاري والتي يتم تمويلها حتى الآن عبر الدعاية وتعرض لمستخدمي الإنترنت مجانا، كانت جيدة جدا. تجدر الإشارة إلى أن موقع "يوتيوب" في الولاياتالمتحدة سيبدأ هذا الأسبوع تجربة "إعارة الفيديو على الإنترنت" مقابل دفع رسوم وذلك بتقديم خمسة أفلام لصناع أفلام مستقلين تعرض حاليا في مهرجان "صندانس" في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية. ومن المقرر أن يتم توسيع عرض "يوتيوب" الخاص بهذه التجربة تدريجيا. وقال ووكر الذي يدير شراكات الفيديو في أوروبا: "سنكون أيضا في المستقبل موقعا يتم تمويله عبر الدعاية على وجه الخصوص، لكن عرض محتويات مدفوعة الثمن من الممكن أن يكون أمرا سديدا أيضا في بعض النواحي". وذكر ووكر أنه يتم حاليا مشاهدة مليار مقطع فيديو يوميا على موقع "يوتيوب" في جميع أنحاء العالم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أموال الدعاية تتدفق على الموقع وعلى أصحاب حقوق مقاطع الفيديو من خلال سبع هذا العدد؛ أي من خلال مليار فيديو أسبوعيا. ولكن يبدو أن هذا غير كافيا بالنسبة للجمعية الألمانية لحقوق نشر الأعمال الموسيقية "جيما"، حيث لم يتم حتى الآن تمديد العقد بين "جيما" و"يوتيوب" لاستخدام مقاطع الفيديو الموسيقية على الموقع الألماني ل"يوتيوب" والذي انتهي في آذار (مارس) الماضي. وعن ذلك قال ووكر: "إننا نعمل بشدة لإيجاد حل، لكن الأمور معقدة... إننا بحاجة إلى شريك متفاهم لتحقيق نمو، وليس إلى شريك يعوقنا بتراخيص باهظة الثمن... في هولندا وبريطانيا نستطيع أن نتفق مع جمعيات حقوق النشر". ويبدو أن الخلاف يدور حول المال على وجه الخصوص، حيث تريد جمعية "جيما"، التي تجمع رسوم استخدام للأعمال الموسيقية للملحنين وكتاب الأغاني وشركات النشر الموسيقي، الحصول على سنت من "يوتيوب" مقابل كل مقطع موسيقي يتم مشاهدته عبر الموقع. وترى "يوتيوب" أن هذا المطلب مبالغ فيه، وهو ما أدى إلى حجب العديد من مقاطع الفيديو الموسيقية على الموقع الألماني ل"يوتيوب" مع انتهاء العقد مع "جيما" في آذار (مارس) الماضي. وبالرغم من ذلك قلما يصطدم متصفحي الإنترنت الألمان حاليا بصفحات محجوبة على الإنترنت، حيث ربما يرجع الأمر إلى أن العديد من شركات التسجيل تتيح عرض موادها على "يوتيوب" بالرغم من الاتفاق المنتظر مع "جيما". وقال ووكر: "معظم شركات الموسيقى ليس لديها مشكلات معنا، فالعديد من الفنانين لديهم مواقعهم الخاصة على اليوتيوب ليس فقط لعرض أعمالهم عبر الفيديو، ولكن أيضا للترويج ولبيع قمصان وتذاكر حفلات".